تستحضر تونس اليوم الخميس 14 جانفي الذكرى العاشرة لنجاح ثورة الياسمين، الذي مثلت منعرجا في تاريخ تونس وفي تاريخ الدول التي انتهجت نهجها، ورغم رمزية هذا التاريخ لم يتوجّه الرئيس قيس سعيد بكلمة للشعب التونسي، الأمر الذي أثار جدلا واسعا خاصة أن قيس سعيد سبق وإن اعتذر في 17 ديسمبر الماضي عن التوجه لسيدي بوزيد لأسباب "طارئة"، حسب بيان نشرته مؤسسة الرئاسة، آنذاك. واستنكر الأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، في تدوينة على صفحته الرسمية على الفايسبوك أمس، الأربعاء 13 جانفي 2021، عدم توجّه رئيس الجمهورية قيس سعيد بكلمة للشعب التونسي بمناسبة ثورة 14 جانفي. وقال الشابي: ''لم يتوجه الرئيس قيس سعيد الى مدينة سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر كما كان وعد بذلك " لالتزامات طارئة، ولم يتوجه إلى الشعب التونسي بكلمة ليلة إحياء الذكرى العاشرة لانتصار ثورة الحرية والكرامة". وأضاف: ''نعلم سيدي الرئيس أنك لم تشارك في احداث الثورة ولا في النضالات التي مهدت لها، ولكننا اعتقدنا للحظة أنك تبنيت شعارات الثورة التي وصلت بفضلها سدة الحكم، وأنك لا يمكن أن تستكثر على شهدائها ومناضليها تحية لنضالاتهم وتخليدا لتضحياتهم ولو في كلمة متلفزة.. لكن خاب ظننا". ورغم غياب خطابه في ذكرى اندلاع الثورة، قرر قيس سعيد أمس الأربعاء تمتيع 919 محكوما عليهم بالعفو الخاص، مما يؤدي إلى سراح 154 سجينا منهم، فيما يتمتع البقيّة بالحطّ من مدة العقاب المحكوم به. وقد جدّد رئيس الجمهورية، حرصه على مراجعة المقاييس المعتمدة في إسناد العفو الخاص، وعلى أهميّة أن تقوم هذه المقاييس على العدل والمساواة. وفي 17 ديسمبر الماضي، اعتذر الرئيس سعيد عن التنقل إلى ولاية سيدي بوزيد و نشرت صفحة الرئاسة على موقع فيسبوك، تنويها أكد فيه أن الرئيس قيس سعيد "لا يمكنه أن يذهب يوم الخميس إلى سيدي بوزيد منطلق الانفجار الثوري غير المسبوق في التاريخ، وذلك نظرا لالتزامات طارئة. " وعبر أهالي سيدي بوزيد آنذاك عن استنكارهم وغضبهم من عدم تنقل رئيس الجمهورية قيس سعيد الى الولاية لإحياء ذكرى 17 ديسمبر من اندلاع الثورة. واعتبروا أن رئيس الجمهورية خذلهم خاصة وأن أنشطة الرئاسة وبرامجها عادة ما يتم التحضير لها مُسبقا في اشارة الى عبارة التزامات طارئة التي وردت ببلاغ رئاسة الجمهورية. وفي مثل هذا اليوم خرج آلاف التونسيين الرافضين للبطالة والتهميش وتفاقم الفساد في مظاهرات أسفرت عن سقوط العشرات من الشهداء والجرحى وأسقطت النظام، حيث انتصر يوم 14 جانفي 2011 صوت الشارع التونسي وفر بن علي إلى السعودية.