شهدت ألمانيا في المرحلة الأخيرة العديد من المناشط والتظاهرات التي أشرفت عليها فعاليات وجمعيات شبابية وطلابية وأخرى تهتم بالأطر والكوادر التونسية المتواجدة في هذا البلد الأوروبي الكبير ، ومن البديهي ان يهيمن التنوع والإثراء على لقاءات الكوادر الشبابية التونسية التي تأثرت بفعاليات المجتمع المدني الألماني وأخذت عنه ثقافة المؤسسات واستثمار الاختلاف في صالح البلاد ، الملفت انه ورغم تباين الآراء في جملة من القضايا المتنوعة فان الإجماع تحقق حول الدور السلبي الذي لعبته العديد من الإطراف في تونس وعلى رأسها الإعلام في محاولة تزويد المجتمع المدني الألماني بصورة قاتمة على الأوضاع في تونس ما بعد ثورة 14 جانفي ، وان يكن من الصعب مغالطة الجهاز الضخم للدولة الألمانية الذي أعجب بالثورة التونسية ومضى في مساعدتها لتحقيق دولة العدل والحرية ، فان المغالطة طالت القوى الفاعلة في المجتمع الألماني وخاصة بعض المنابر الإعلامية التي تصر على النقل الحرفي لما يصدر عن الإعلام التونسي متجنبة ابسط متطلبات التثبت والتحري.العديد من الشباب عبروا للشاهد عن خيبتهم من الدور السلبي الذي يقوم به الإعلام التونسي وبعض النخب ، وأكدوا انه وبعد ان نجحت جهود الحوار والتواصل التي بذلوها بمعية جمعيات عربية وتركية وألمانية للحد من الاسلاموفوبيا وفتح جسور شفافة بين المسلمين والمجتمع الألماني ، وبعد ان انحصرت هذه الظاهرة بشكل كبير يبدو ان منبعها تحول الى تونس واصبح الاعلام وبعض القوى النافذة الاخرى تصدر الالسلاموفوبيا من مهد ثورات الربيع العربي الى المانيا وبقية الدول الاوروبية . رئيس جمعية شباب تونس Tunisian Youth e.V عبد الصبور بن حامد " بصدد اعداد ماجستير كيمياء جامعة بون" عبر للشاهد عن خيبة امله من جراء الصورة المريبة التي تقدمها العديد من النخب والجمعيات والمنابر الاعلامية في تونس والتي تنال من سمعة الثورة التونسية لدى المجتمعات الغربية التي أعجبت بقاطرة الربيع العربي ايما إعجاب ، واكد بن حامد ان الإعلام التونسي قدم تونس للساحة الالمانية والغربية على انها نموذج من افغانستان والصومال ومالي ، ومن المؤسف ان تطالعنا وسائل الإعلام الألمانية بأخبار ومقالات منسوخة عن الإعلام التونسي تنال من ثورتنا ومن بلادنا وتضعف من حظوظ الاستثمار والسياحة ، وفي شان تدفق المعلومة حول الاوضاع في تونس الى الجالية تذمر بن حامد من غياب المصداقية عن منابر الإعلام التقليدية وتدهور هذه المصداقية حتى عند مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تصنع وتصدر الأخبار وفق مصالح الأحزاب والهيئات التي تنتمي اليها ، ونوه رئيس جمعية شباب تونس بالمساعدات الألمانية لبلاده وخاصة المبادرة الجيدة التي حولت المانيا بموجبها ديون تونس الى مشاريع استثمارية ، وشدد على ان الكوادر التونسية بالخارج قادرة على المساهمة في تطوير بلادها شريطة ان تتوقف مهزلة التناحر السياسي التي توشك ان تتحول الى تناحر من نوع آخر لا تحمد عواقبه .