لا تزال الرؤية متعذرة فيما يتعلق بالمشهد السياسي التونسي، وبالتحديد فيما يخص مآل حكومة الشاهد، في ظل تقلب المتغيرات والمستجدات التي تعيش على وقعها الساحة السياسية ، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام التأويلات والفرضيات حول الأحداث التي من المتوقع أن يشهده واقع البلاد على الصعيد السياسي خلال الفترة القادمة. وقد تكثفت اللقاءات والمشاورات على الساحة السياسية في مساعٍ لحلحلة الأزمة السياسية فيما يتعلق بالجدل القائم حول مآل حكومة يوسف الشاهد، التي أدخلت البلاد في متاهة تصفية الحسابات بين الفرقاء السياسيين. ولعل ما جد مؤخرا صلب وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة من إقالات مست كلا من وزير الطاقة وكاتب الدولة للمناجم و 3 مسؤولين آخرين، مثّل القطرة التي أفاضت الكأس، لاسيما وقد استنتج متابعو الشأن السياسي ان هذه الإقالات جاءت حمّالة لرسائل موجهة لكل من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي والاتحاد العام التونسي للشغل على حد سواء.. و لئن تكثفت اللقاءات الهامة، خلال الايام القليلة الماضية، ابرزها لقاء بين الرئيس الباجي قائد السبسي ورئيس حركة “النهضة” راشد الغنوشي، ثمّ لقاء بين السبسي والامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، فضلاً عن لقاءات داخل الأحزاب ذاتها لمناقشة ما دار في هذه الاجتماعات، فإن الضبابية لا تزال تطوق المشهد السياسي عامة في ظل عدم وضوح ملامح الفترة القادمة. بيد ان متابعين للشأن السياسي يرجحون ان سقوط حكومة الشاهد مسألة وقت ليس إلا، خاصة بعد الاجتماع المشهود الذي عقده حزب نداء تونس بوزرائه في الحكومة، موضحين ان نداء تونس يتجه نحو حصر يوسف الشاهد في الزاوية من خلال امكانية سحب جميع وزرائه من حكومته، لدفعه إلى الاستقالة أو التوجه إلى البرلمان لطلب تجديد الثقة في حكومته. وشارك في هذا الاجتماع، أربعة وزراء هم، سلمى اللومي، وزيرة السياحة، وحاتم بن سالم، وزير التربية، وماجدولين الشارني، وزيرة الرياضة والشباب، وسمير الفرناني، وزير الصناعة والمؤسسات الصغرى. كما شارك فيه أيضا، نورالدين بن تيشة، المستشار برئاسة الجمهورية، والقيادي رضا بالحاج، ومنسق نداء تونس بالخارج، رؤوف الخماسي، وسفيان طوبال، رئيس الكتلة النيابية لحركة نداء تونس. وأعلن حزب نداء تونس في بيان نشره إثر الاجتماع ، أن أعضاء الحكومة الذين ينتمون إلى نداء تونس، "قرروا تفويض قيادة الحركة لاتخاذ القرارات السياسية المناسبة في ما يتعلق بالمسألة الحكومية"، في إشارة الى المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي، وهو ما فسره مراقبون بأن بقاء وزراء النداء في حكومة الشاهد رهن إشارة السبسي الإبن بما معناه أن مصير الشاهد معلق بكلمة منه، وفق تقديرهم.