تسارع الأحزاب في الفترة الراهنة إلى التحالف والانصهار فيما بينها حتى وإن لم تكن تحمل نفس البرامج والأفكار والإيديولوجيات وغيرها، خاصّة وأن الهدف الأسمى من هذا التحالف هو رص الصفوف والتكتل لكسب الرهان في الاستحقاق الانتخابي المقبل. ولئن خاضت بعض الأحزاب تجربة التحالف وكللت بالفشل إلا أنها تعيد التجربة نفسها وحتى مع الشخصيات التي انشقت عنها في السابق سعيا منها لترميم ما قد تصدّع. ومن المنتظر أن يتم اليوم الاعلان عن تحالف انتخابي بين حزب الحراك و حركة وفاء والمستقلين في مبادرة “تونس أخرى”. وأفاد الحزبان في بيان مشترك أنه تقرر التحالف بين الحزبين إثر مشاورات دامت لأشهر تم أثناءها نقاش المضامين والخيارات الكبرى والبرامج والأهداف السياسية. وأكد حزب الحراك أنه يعتقد من منطلق الخبرة الانتخابية والمعطيات الميدانية والمنطقية أن الانتخابات الحالية تحتاج توحيد الصفوف لا تشتيت المجهود والأصوات، مشيرا إلى أن المبادرة عرضت على العديد من الحساسيات الحزبية وأن الباب مازال الباب مفتوحا امامهم للتفاعل رغم أن بعضهم آثر العمل منفردا بقائمات مستقلة او حزبية وفق ما جاء بصفحة الحزب. وقد اعتبر الباحث في التاريخ والمحلل السياسي عادل لطيفي في تصريح سابق لموقع “الشاهد”، أن هذه التحالفات طبيعية جدا خاصة في مثل هذه الفترة التي تسبق الانتخابات. كما اعتبرها الباحث في التاريخ مسألة بديهية في الحياة السياسية، ومعمولا بها في كل الديمقراطيات. وأضاف اللطيفي أن العدد المهول للأحزاب التونسية يحتم هذه العملية، خاصة أن رهانات الساحة السياسية لم تعد تحتمل هذا الكم الهائل من الأحزاب. وتجدر الإشارة إلى أن حركة وفاء من الأحزاب المنشقة عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي كان يتزعمه المرزوقي واستقال منه عبد الرؤوف العيادي عندما كان نائبا في المجلس الوطني التأسيسي. وقد أسست حركة وفاء في 25 جويلية 2012 إثر انشقاق عبد الرؤوف العيادي ومجموعة من نواب المجلس الوطني التأسيسي عن المؤتمر من أجل الجمهورية كما اندمج حزبا حركة وفاء والحركة الوطنية للعدالة والتنمية (المؤسس في 02 مارس 2011) في جويلية 2015.