تجاوز عدد المسجلين للانتخابات 7 ملايين، وهو عدد يعكس مدى الوعي السياسي لدى التونسي وإيمانه بالديمقراطية التي ناضل من أجل إرسائها والقضاء على مظاهر الاستبداد والدكتاتورية التي عايشها طيلة قرون. لكن هل للأحزاب دور في دفع التونسي للإقبال بكثافة على الانتخاب في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة؟ وهل أن الانتخاب سيكون على أساس البرامج أم على أسس الانتماء الحزبي؟ أكد المحلل السياسي فتحي الزغل أن ما يلاحظ فعلا في نوايا التصويت المعلنة انتشار الوعي السياسي عموما بين الناس بمختلف توجهاتهم الفكرية ومستوياتهم فيها، الشيء الذي يجعله على يقين بأن القوى التي لا تؤمن بالديمقراطية وبالانتخابات لن تنجح. وأضاف الزغل في تصريح لموقع “الشاهد” أن مختلف الشرائح من الأصوات يبدو عليهم الاقتناع بالبرامج المعلنة من قبل المترشحين، فنراهم يدافعون بشراسة واقتناع بالمرشح الذي اختاروه وهو يدل على قمة المستوى الواعي بضرورة اختيار الأصلح لهذه مناصب واعتبر المتحدث أن الأمر قد يبدو متداخلا بعض الشيء في بعض الأحيان، فترى جزءًا لا يستهان به من الأصوات يتّبع عاطفته أو يتّبع إعجابه بجمال هذا المرشح أو ذاك أو بوقفته أو بهندامه، وهو ما اعتبره الزغل حديثا في الشخص لا حديثا في الفكر، ومستوى متدنّيا في الممارسة السياسية العامّة قد تجلب الويلات. كما أشار المحلل السياسي إلى وجود ناخب يتعصّب للمرشح ابن بلدته أو ابن عشيرته أو لقبه أو جهته، فلا ينظر إلى البرامج أو للخطاب أو لما يطرحه المترشّح من حلول أو وعود بل تراه يصدّقه بعمًى وبانغلاق فكري وبتعصّب. وشدد على وجود شريحة سلبية من الناخبين يختارون مرشحا لا لشيء إلا لأنه يرى في نفسه أنّه قد تواطأ يوما ما في الماضي معه أو مع البرنامج الذي كان يسوس به الناس بلا ديمقراطية، وبالأحرى كان شريكا له في جريمة الاستبداد. تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها قد حددتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات يوم 15 سبتمبر 2019.