انطلقت يوم الاثنين بقمرت في الضاحية الشمالية للعاصمة اشغال لقاء اقليمي حول الاستراتيجية الخاصة بالنظام الغذائي والنشاط البدني والصحة في المدارس ببادرة من مكتب منظمة الصحة العالمية لاقليم شرق المتوسط. ويبحث الخبراء في مجال الصحة المدرسية والجامعية من 17 دولة عوامل الاختطار الرئيسية التي تؤدي الى زيادة الوزن لدى الاطفال والاصابة بالسمنة والامراض غير السارية والمتمثلة بالخصوص فى الغذاء غير الصحي وقلة النشاط البدني.ويهدف اللقاء الذي يتواصل الى غاية 2 جويلية 2009 الى مراجعة الدليل الاقليمي لاعداد السياسات الخاصة بالنظام الغدائي والنشاط البدني بالمدارس فضلا عن اعداد خطط العمل الوطنية اللازمة لوضع السياسات في هذا المجال. وبين السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية بالمناسبة ان الصحة المدرسية تعد من مقومات الصحة العمومية واحدى اهم مجالات الاستثمار في هذا القطاع. وتشمل منظومة الصحة المدرسية نحو مليونين و700 الف طفل وشاب فى 10 الاف و500 مؤسسة تربوية عمومية وخاصة من مستوى ما قبل الدراسة الى المستوى الجامعي وكذلك مؤسسات التكوين المهني اضافة الى المؤسسات التي تعني بالمعوقين والاطفال والشبان ذوي الاحتياجات الخصوصية. وابرز الوزير النقلة النوعية للصحة المدرسية في تونس ومواكبتها لحاجيات الاطفال والشباب مشيرا الى ان الفحوصات الطبية والتقصيات الدورية وحملات التطعيم التي كانت تمثل اهم الخدمات الطبية وشبه الطبية المدرسية في الماضي اصبحت لاتمثل سوى سدس الخدمات الصحة المدرسية والجامعية حاليا والتي اصبحت تتوجه الى مواضيع الساعة وامراض العصر. واشار الى تواصل دعم الفرق الصحية للاستجابة للحاجيات المتزايدة والمتغيرة لهذه الفئة فضلا عن القيام بالبحوث والدراسات للتعرف على الاشكاليات الصحية المستجدة والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر للتمكن من وضع وتطوير الخطط والبرامج الملائمة لها وذلك في اطار ادماج الخدمات الوقائية والعلاجية ضمن المقاربة الشاملة للصحة بتونس. واكد اهمية معالجة موضوع التغذية منذ السنوات الاولى في حياة الطفل لتوفير اكبر الحظوظ للشباب لاكتساب سلوك غذائي سليم فضلا عن التوعية باهمية ممارسة الرياضة للوقاية من امراض العصر على غرار السمنة المفرطة ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم. ومن جانبه بين ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس الدكتور ابراهيم محمد عبد الرحيم ان الاستثمار في مجال تغيير السلوك الصحى يستدعي التزام الحكومات بالعمل على تضمين المعارف والمهارات فى البرامج التعليمية المدرسية وانشاء الاليات التي تيسر التعاون بين القطاعات واتخاذ الاجراءات المتعلقة بالبنية التحتية من اجل توفير بيئة ملائمة ومواتية للغرض.