قتل أمس 85 عراقيا معظمهم من عناصر الأمن وجرح أكثر من 300 كما لقي 3 عسكريين أمريكيين على الأقل مصرعهم في هجمات متزامنة ومعارك ضارية في عدة مدن عراقية وخصوصا في الموصل وبعقوبة والرمادي والفلوجة.. وخلال المعارك العنيفة تمكنت المقاومة العراقية من اسقاط مروحية أمريكية على الأقل بينما تمكن أحد الفصائل من السيطرة على احياء في الموصل وفي بعقوبة التي قصفها الطيران الأمريكي بالقنابل الثقيلة. واعتبارا من فجر أمس الخميس تفجر الوضع بشكل متزامن في عديد المدن في شمال العراق وغربه واندلعت معارك ضارية بين جماعات من المقاومة العراقية والقوات الأمريكية كما وقعت تفجيرات عديدة بواسطة السيارات المفخخة في مدينة الموصل بالاساس. حريق كبير وكان من الواضح ان الهجمات غير المسبوقة كانت منسقة بشكل جيد بما أنها كانت متزامنة ومتشابهة وخصوصا الهجمات التي أفضت إلى سيطرة المقاتلين العراقيين على احياء بأكملها في بعقوبة والموصل. وفي الموصل تحديدا وقعت 5 تفجيرات بواسطة السيارات المفخخة استهدفت مراكز الشرطة العراقية وأسفرت عن مصرع 44 شخصا معظمهم من أفراد الأمن العراقيين وجرح 216 آخرين. وقتل جندي أمريكي وأحد المرتزقة الأجانب في القتال الضاري الذي اندلع بعد التفجيرات مباشرة من بعض احياء الموصل. وتمكن رجال المقاومة من السيطرة على بعض الأحياء واشتبكوا لعدة ساعات مع القوات الأمريكية التي استعانت بالمروحيات لضرب المقاومين الذين هاجموا المواقع والدوريات الأمريكية بقاذفات الصواريخ والأسلحة الرشاشة. وبالتزامن تقريبا مع التصعيد الكبير في الموصل شهدت أمس مدينة بعقوبة قتالا ضاريا بين المقاومة العراقية والقوات الأمريكية. وتفجر الوضع في بعقوبة اعتبارا من فجر أمس حين قتل جنديان أمريكيان في كمين نصبه رجال المقاومة لدورية أمريكية في المدينة. وبعد هذا الكمين مباشرة هاجم مقاتلون مركزا للشرطة مما أسفر عن مصرع 11 عنصر أمن على الأقل ثم اتسع نطاق القتال إلى معظم انحاء المدينة. وخاض المقاتلون العراقيون قتال شوارع ضد القوات الأمريكية التي استخدمت الطائرات لضرب مواقع في الاحياء التي سيطر عليها المقاتلون بواسطة صواريخ وقنابل موجهة بالليزر زنة الواحدة منها 250 كيلوغراما. وأشار الجيش الأمريكي إلى القاء أربع قنابل ثقيلة قائلا انها دمرت ثلاث مبان كان يتحصن فيها المقاتلون الذين تمكنوا من السيطرة على بعض المواقع الحكومية (بينها مراكز للشرطة) ورفعوا فوقها رايات سوداء كتب عليها «اللّه أكبر». وقال بيان أمريكي ان ما بين 40 و60 مسلحا شاركوا في عملية بعقوبة موضحا ان هؤلاء المقاومين انقسموا إلى مجموعات تضم كل واحدة حوالي 3 أفراد وهاجموا مراكز الشرطة والقوات الأمريكية. ووزعت في المدينة مناشير تتبنى فيها جماعة الزرقاوي هذا الهجوم. ووفق حصيلة مؤقتة فقد قتل في مواجهات بعقوبة 13 شخصا بينهم 11 عنصر أمن بينما جرح 15 على الأقل. وفي الوقت نفسه تقريبا اندلعت صدامات عنيفة بين المقاومة العراقية والقوات الأمريكية وسط مدينة الرمادي بعد هجوم أوقع 7 قتلى في صفوف عناصر الشرطة المحلية. وبدأت الأحداث الدامية في المدينة بمحاولة تفجير مركز شرطة تلاها انفجار أمام مركز آخر حضرت بعده القوات الأمريكية التي تعرضت إلى نيران غزيرة من جانب المقاومين. واستغرق القتال الضاري حوالي ساعتين ونصف الساعة وفق تأكيد شهود. وبالتوازي مع المعارك في الرمادي تعرضت الفلوجة لقصف جوي أمريكي ردّت عليه المقاومة باسقاط مروحية هجومية من طراز «كوبرا». وادعى البيان الامريكي ان طاقمها نجا. واندلع في الأثناء قتال كبير عند الأطراف الجنوبية للمدينة بين وحدات من المقاومة وقوات «المارينز». وتحت وطأة القصف الأمريكي بدأت موجة نزوح من الأحياء الجنوبية للفلوجة إلى خارج المدينة. وعاد الهدوء لاحقا إلى المدينة بعد اتصالات بين لواء الفلوجة بقيادة اللواء في الجيش العراقي السابق محمد عبد اللطيف وقيادة قوات الاحتلال المنتشرة في المنطقة. وتحدث اللواء عبد اللطيف عن سوء تفاهم مضيفا ان المقاتلين الذين هاجموا «المارينز» شرقي المدينة (على الطريق بين بغداد وعمان) ليسوا من أبناء المدينة. وحسب المصدر ذاته فقد قتل شخص واحد وجرح 4 خلال المواجهات بالفلوجة في حين أفادت حصيلة رسمية ان 20 عراقيا قتلوا في محافظة الأنبار وجرح 76 آخرون. وعند المدخل الجنوبي الغربي لبغداد قتل أمس 4 من عناصر الحرس الوطني العراقي (الدفاع المدني سابقا) وجرح 3 آخرون حين قام رجل متنكر في زي الشرطة بتفجير حقيبة يدوية مملوءة بالمتفجرات عند نقطة تفتيش أمريكية عراقية.