عاود أمس الطيران الامريكي غاراته على مواقع مفترضة للمقاومة في الفلوجة بعد ليلة من الاشتباكات التي تواصلت الى غاية صباح أمس الجمعة... وكانت الطائرات الامريكية قد قصفت أول أمس الفلوجة وبعقوبة بقنابل ثقيلة بلغ وزن بعضها ألف كيلوغرام لكن استخدام هذه الاسلحة المدمرة والاستنفار الامني امشدد في صفوف القوات الامريكية والامن العراقي لم يحولا دون استمرار الهجمات أمس. وكانت عديد المدن (السنّية) العراقية وخصوصا الموصل وبعقوبة والرمادي والفلوجة قد شهدت أول أمس هجمات متزامنة غير مسبوقة بالسيارات المفخخة وغيرها أوقعت حوالي 100 قتيل معظمهم من أفراد أجهزة الامن العراقية زيادة على جرح أكثر من 300 آخرين... غارات ومعارك وظل أمس الوضع ساخنا جدا في مناطق عديدة بينها الفلوجة التي شهدت بعض أطرافها وخصوصا الطرف الشرقي اشتباكات قوية بين رجال المقاومة وقوات «المارينز»... وتفجر القتال الذي استخدمت فيه الاسلحة الخفيفة والمتوسطة في حدود منتصف الليلة قبل الماضية وتواصل الى غاية صباح أمس وسط تحليق مكثف للطيران الامريكي. وتركز القتال الذي أوقع شهيدين على الاقل و7 جرحى (حسب المصادر الطبية) في الحي العسكري والمنطقة الصناعية القريبة من الطريق السريع الذي يصل بغداد بعمّان مرورا بالفلوجة. وواجهت الدبابات والمدرعات الامريكية التي حاولت التقدم صباح أمس باتجاه الحي العسكري مقاومة عنيفة من قبل المقاتلين العراقيين الذين تمكنوا من تدمير وإصابة بعض الآليات الامريكية وفق تقارير متطابقة. وعاود أمس الطيران الامريكي غاراته على المدينة مستهدفا منزلا في حي الشهداء الذي يقع في الجهة الجنوبية الغربية للمدينة. وزعم متحدث أمريكي ان الغارة أوقعت ما بين 20 و25 قتيلا من أتباع أبي مصعب الزرقاوي. وخلال القتال الذي حدث أول أمس في الفلوجة وبعقوبة، كانت مقاتلات «إف 16» و»هاريير» قد ألقت على مواقع مفترضة للمقاومة في المدينتين 14 قنبلة ثقيلة بينها قنبلتان زنة الواحدة حوالي ألف كيلوغرام في حين أن زنة النوع الآخر 250 كيلوغراما على الاقل حسب ما ذكره مصدرعسكري في واشنطن. وخلال معارك الفلوجة كانت المقاومة قد اسقطت أول أمس مروحية من طراز «كوبرا» في حين ذكرت تقارير أن مروحية ثانية أسقطت أمس أثناء الاشتباكات قرب الحي العسكري. وفي منطقة بعقوبة تواصل أمس الوضع المتفجر حيث قتل 3 من أفراد الامن العراقيين خلال هجوم بالقذائف الصاروخية على مركز للشرطة في بلدة «هبهب». وفي بغداد التي شهدت أمس استنفارا كبيرا من جانب القوات الامريكية والامن العراقي، جرح فجر أمس 3 من عناصر الشرطة إثر تفجير عبوة ناسفة وفق مصدر عسكري أمريكي. وقصف أمس مقاومون مطار «المثنى» القديم في بغداد الذي يضم مكاتب الجيش العراقي الجديد. وتحسبا لهجمات مماثلة لتلك التي حدثت في الموصل فرضت حالة التأهب القصوى في صفوف قوات الامن العراقية في مدينة كركوك حيث تم نشر حوالي 5 آلاف عنصر أمني. أما في الموصل التي هزتها أول أمس 5 تفجيرات بواسطة السيارات المفخخة مما أدى الى مقتل أكثر من 60 شخصا معظمهم على ما يبدو من أفراد الشرطة، فقد فرض حظر التجول فيها الليلة قبل الماضية. وسقط معظم القتلى في الموصل في التفجير الذي استخدمت فيه سيارة محمّلة بحوالي طن من المتفجرات حسب ما قاله أمس متحدث أمني عراقي. لكن حالة التأهب الامني لم تحل دون وقوع مزيد من الهجمات إذ جرح أمس عراقي في إطلاق نار على مركز شرطة في حي الكرامة شرقي المدينة.