في معرض حديثه عن توجهات الاستشارة الوطنية حول طرق تعصير القطاع التجاري أشار السيد عبد الباقي باشا رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أن الوقت حان للقطع نهائيا مع المعالجة الظرفية لأزمات السوق من حيث الأسعار والتزويد وقال : إن العديد من القضايا تتطلب الحسم والبت النهائي. وأكد السيد باشا أن الوضع الحالي يتطلب التحرك العاجل والنافذ لاقرار جملة من الاصلاحات الضرورية في شكل منظم وعبر قوانين واضحة وأضاف ان ما نتعامل به اليوم من معالجة ظرفية لا يشجع البتة على الشفافية وتدعيم الانتاج ولا يعالج مشاكل أي جهة من الجهات. واستغرب المسؤول الأول للمنظمة الفلاحية من غياب الحديث عن كل ما له علاقة بالاتجار في مستلزمات الانتاج برغم ما لها من وقع وتأثير على المردودية الفلاحية. وألمح السيد باشا الى أن اصلاح أوضاع التجارة يتطلب النظر الجيد في مسالك التوزيع التي تتطلب المعالجة وقال : «إن ادارة الإسواق وطريقة تسييرها يجب أن تتم بشكل صحيح حتى تضمن شفافية الأسعار بالنسبة للمواد الغذائية والخضر والغلال وأشار الى أن ذلك يتطلب كذلك مراجعة هوامش الأرباح حتى لا يؤول بنا الوضع اثر ذلك الى التساؤل عن أسباب التلاعب بالأسعار... وأضاف أن ذلك الوضع يضر بالمنتج والمستهلك في آن واحد. وأوضح المتحدث أنه على الرغم من اقرار حرية الأسعار واعتبارها هي المبدأ فإن الواقع يشير الى وجود تدخل في الأسعار. تدخلا ما أتى الله به من سلطان عادة ما يأتي بنتائج عكسية وسلبية. وأفاد السيد باشا أن اعتماد اللف والتصنيف يجب أن يلقى المزيد من العناية ذلك أن اعتماد المواصفات يسهل التصدير الهيكلي المنظم وكذلك يمكن من استغلال الفرص التصديرية المتاحة بصفة اضافية... وتوقف المسؤول الفلاحي عند موسمية الانتاج الفلاحي التي تتطلب حسب رأيه عدم التعامل مع المنتوجات الفلاحية مثل بقية البضائع والمنتوجات بحكم التأثر بالعوامل المناخية، وطالب بضرورة مراجعة وتدعيم آليات التعديل (العرض والطلب) والتخزين على اعتبار أهميتها في حماية الفلاح والسوق في آن واحد وحتى لا تتحول الوفرة في الانتاج (كما الحال هذه الأيام بالنسبة للبطاطا) الى تذبذب في الانتاج واضطراب وربما خسائر للفلاحين. وتساءل السيد باشا عما اذا كان الاستيراد هو الحال، وقال : صحيح في بعض الأحيان يمكن أن نلجأ الى التوريد عند النقص الكبير لظروف طارئة لكن اللجوء بشكل سريع الى ذلك قد تكون له تأثيرات سلبية مثلما حدث مؤخرا عند استيراد الموز الذي أضر ببقية الفواكه والغلال وترك المنتج في حيرة وقد يؤدي الى تثبيط العزائم. واعتبر المتحدث أن المسألة تتطلب حوارا عميقا مع المهنيين وكل الأطراف حتى يتم التحري في الموضوع من حيث الكميات والتوقيت وخاصة بالنسبة للمنتوجات الفلاحية التي يجب أن تلقى الحماية اللازمة وأوضح المتحدث أن الانتاجية والمرودية الفلاحية العالية لا تكون إلا اذا توفرت امكانية للترويج واذا انفتحت مجالات كبرى للتصدير وللصناعات الغذائية التحويلية وقال المتحدث أن ذلك هو المسلك الصحيح.