استمرت أمس القوات الصهيونية في تصفية المقاومين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد أن كانت قد أوقعت أول أمس ما لا يقل عن 6 شهداء بين مقاومين ومدنيين. وتواصلت الحرب الشاملة على المقاومة الفلسطينية بينما تستعد محكمة العدل الدولية في لاهاي لإصدار حكمها في موضوع الجدار العازل. وكانت مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية مجددا، مسرحا لعملية اغتيال اسرائيلية جديدة استهدفت أحد عناصر كتائب شهداء الأقصى. موجة اغتيالات وغداة جريمة نابلس التي أعدم فيها الجنود الصهاينة أحد المقاومين بعد اصابته بجروح خطيرة في فخذه وقتلوا فيها أستاذا جامعيا وابنه الصبي، واصلت القوات الاسرائيلية ملاحقة عناصر المقاومة واغتالت هذه المرة عصام محاميد (27 عاما) الناشط في كتائب الأقصى داخل مخيم بلاطة بالمدينة ذاتها. واغتيل محاميد برصاص وحدة صهيونية تنكر أفرادها في لباس فلسطيني. وكان الشهيد ومقاومون آخرون قد تجمعوا في الشارع للمشاركة في تشييع أحد زملائهم الذي استشهد أول أمس اثر انفجار سلاحه المفخخ، حين انطلق رصاص قناص صهيوني باتجاه الحشد. واستشهد محاميد المطارد منذ مدة على الفور في حين جرح آخران من عناصر كتائب الأقصى. وفي غزة نجا أمس 3 من عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» من غارة اسرائيلية استهدفت سيارتهم على طريق صلاح الدين. وجرح في القصف الذي نفذته مروحية اسرائيلية واحدة على الأقل، ثلاثة من المارة بينهم طفل حسب ما أكدته مصادر طبية. وذكر شهود أن مقاتلي كتائب القسام الثلاثة المستهدفين بالغارة انسحبوا مسرعين لحظة انطلاق الصواريخ من المروحية. وأكد الشهود أيضا أنهم شاهدوا مروحيات اسرائيلية تحلق في سماء المنطقة قبل لحظات من حدوث الانفجار في السيارة. وقال مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية أنه شاهد شظايا معدنية عليها كتابة بالعبرية. استقواء اسرائيلي بواشنطن وتستمر قوات الاحتلال في استهداف عناصر المقاومة الفلسطينية بينما يتواصل بناء الجدار العازل الذي ينتظر أن تصدر محكمة العدل الدولية بلاهاي قرارا بشأنه يوم غد الجمعة. ويتوقع المسؤولون الصهاينة بمن فيهم وزير الخارجية سيلفان شالوم أن يكون قرار المحكمة لصالح الفلسطينيين. وتخشى تل أبيب أن يقود قرار من المحكمة يعلن عدم مشروعية جدار الفصل العنصري الى استصدار قرار آخر يطالب الكيان الاسرائيلي بتفكيك الجدار. وبعد لقائه في واشنطن نظيره الأمريكي كولن باول أول أمس، قال شالوم أن كل القادة الأمريكيين في الحكومة كما في الكونغرس أكدوا مجددا دعمهم للجدار. وأشار شالوم الى اتفاق اسرائيلي أمريكي على أنه ينبغي أن لا يستخدم الفلسطينيون رأي المحكمة (بخصوص الجدار العازل) لغرض الدعاية على حدّ زعمهم. وهوّن الوزير الصهيوني بالمناسبة من شأن «انتقاد» باول لمماطلة تل أبيب في تفكيك المستوطنات. من جهة أخرى قال أمس رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أن الفلسطينيين سيوظفون القرار الذي ستصدره محكمة العدل الدولية لزيادة الضغوط الدولية على تل أبيب لأجل وقف بناء الجدار. وأضاف أن الفلسطينيين سيتوجهون (في حال كان القرار لمصلحتهم) الى الأممالمتحدة. وتقول تل أبيب وتكرر أن رأي المحكمة لن يكون ملزما لها وأنها ستواصل بناء الجدار.