أعلن قائد القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال أن وضع قوات الحلف الأطلسي بصدد التدهور هناك في معظم المجالات وأنه لا يمكنه تحقيق النصر في كل الحالات، فيما أعلن نظيره في العراق الجنرال رابي أوديرنو أن إعلان النصر في بلاد الرافدين «غير ممكن ولو بعد سنوات». وقال الجنرال ماكريستال في مداخلة له أمام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية «إن الوضع خطير في أفغانستان... ولقد اخترت هذه الكلمة بالكثير الكثير من الحذر... لا يمكن اعتبار النصر ولا الهزيمة أمورا حاصلة». «الوضع في تدهور» وأضاف الجنرال قوله ان «الوضع بصدد التدهور في بعض المجالات... ليس في كل المجالات». وحذّر ماكريستال من أن «هذا المجهود المبذول في أفغانستان لن يبقى قادرا على تحقيق النصر الى ما لا نهاية» على حدّ تعبيره. وقد التقى الجنرال أمس باراك أوباما على متن الطائرة الرئاسية في كوبنهاغن خلال زيارة الأخير الى هناك ولدى إصراره على لقاءه دون ذكر تفاصيل عن ما دار بينهما من حديث. وأوضح ماكريستال أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجرى هذا الأسبوع محادثات في البيت الأبيض «بطريقة فعالة جدا»، رافضا إعطاء تفاصيل عن القرار الذي سيخرج به أوباما حول امكانية زيادة عدد القوات الامريكية في أفغانستان نزولا عند طلبه. وتابع القائد الحالي للقوات الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (إيساف) قائلا «أعتقد أن العملية الجارية ضرورية بهدف التوصل الى قرار واضح... وأعتقد أننا سنكون في وضع أكثر صلابة فور اتخاذ هذا القرار». وصوت مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الأول على قرار يطلب الاستماع في الكونغرس الى الجنرال ستانلي ماكريستال والى مسؤولين آخرين عندما يتخذ الرئيس أوباما قراره حول الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان. ومن الأشخاص الذين سيدعون الى الادلاء بشهاداتهم نجد أيضا وزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ورئيس أركان الجيوش مايكل مولن وقائد العمليات الأمريكية في العراق وأفغانستان ديفيد بترايوس. «ما أبعد النصر في العراق» وعلى صعيد متصل قال قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي أوديرنو ان اعلان النصر في العراق مازال بعيدا وأن الوضع الأمني هناك يعيق خطة تقليص عدد قواته. وحسب ما نقلت عنه وكالة «رويترز» قال أوديرنو «لست متأكدا مما اذا كنتم سترون أحدا يعلن النصر في العراق... لأني في المقام الأول لست متأكدا أننا سنعلم ذلك خلال عشر أو خمس سنوات». وحول التدخل الايراني في العراق قال الجنرال ان دعم طهران لعدد من الجماعات المسلحة داخل العراق أصبح محصورا بجماعات محدّدة، الا أنه أكد أن هذه المساعدات باتت تصل الى عدد قليل من الجماعات وبشكل أضيق مما كانت عليه في السنوات الماضية عندما كانت هجمات المسلحين أكبر. وأقر أوديرنو بأن التوترات بين العرب والأكراد في شمال العراق تظل أكبر تهديد للاستقرار، في ظل «صعوبة الجمع بين الطرفين فيما يخص تشكيل الدوريات المشتركة». وبخصوص عدد القوات الأمريكية في العراق قال انه يتوقع انخفاض عددها الى حوالي 120 ألف بنهاية أكتوبر الجاري والى حوالي 110 آلاف بنهاية العام الحالي، الا أنه أقر بصعوبة تحقيق هذه الأهداف في ظل الظروف «الغير سلمية» الراهنة.