حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي «بعد أن ردّ بورقيبة على المسؤول الذي رفض في أول جلسة لمشروع إحداث صندوق الضمان الاجتماعي CNSS، ثمّ عاود وقبلها بعد أشهر في الاجتماع الذي ناداني إليه الباهي الأدغم، التفت رئيس الجمهورية (وكان ذلك آخر الخمسينات) إلى كاتب الدولة للرئاسة وقال له: «يا سي الباهي «عدّي» مرّر مشروع القانون للبرلمان».. هكذا يواصل «سي أحمد بن صالح» ليجيب عن آخر سؤال ختمنا به حلقة الأمس، ثم يضيف كاشفا النقاب عن عدد من المعلومات: «رجعت إلى مكتبي الذي كان بمقرّ وزارة الشؤون الاجتماعية الآن وكان يشمل الصحة والاجتماعية بشارع باب بنات، وصلت إلى مكتبي إذن، وبعد ساعتين، يهاتفني أحد الاخوة النقابيين ليسألني عمّا وقع في القصبة، فقد كان عندهم اجتماع مكتب تنفيذي.. والحقيقة رفضت إعلامه بأيّ شيء، ووقع اجتماع للمركزية النقابية، وصدر بالجرائد بأن المكتب التنفيذي يطالب ويلحّ لإنشاء صندوق للضمان الاجتماعي (...) وأذكر أن أمرا إيجابيا وقع، حيث طلب منّي صحافيون، وأحدهم كان فرنسيا، وسألوني كالتالي: كيف يصدر طلب استعجالي بإحداث صندوق للضمان الاجتماعي، ويمرّر مشروع قرار في الإبان إلى البرلمان؟ وسألوني عن سرّ هذا التنفيذ السريع فقلت لهم ما معناه: ولماذا أنا هنا، إلاّ لتلبية طلبات العمّال» وقتلها بالفرنسية: Mais je suis là pour ça سألت «سي أحمد بن صالح»، عقب ما قال كيف كانت علاقاتك كوزير مع النقابات، وقد كنت مسؤولا نقابيا؟ فقال: «أنا لم أكن في الضفّة الأخرى، كما علّقت في احدى المرّات.. وأنا وزير للصحة والشؤون الاجتماعية، لم يقع لي أي مشكل مع النقابات، ونقابة الصحة (الجامعة) كان مسؤولوها دوما باتّصال بي ويأتونني إلى مكتب الوزارة.. لكن بالمقابل، هناك من ظنّ من النقابيين، مع من كنت أختلف في صلب النشاط النقابي في الاتحاد، أن تعييني على رأس وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية، أنه سيقع انتقام أو ردّ فعل لكن وبالممارسة لم يكن هناك أي مشكل.. لأنني أنجزت ما أؤمن به وما هو من صلب مبادئي».. فمجرّد وجود «سي أحمد بن صالح» على رأس الشؤون الاجتماعية، كانت الحقوق كلّها واضحة بالنّسبة إليه، كما كانت دوما في ذهنه، بما أنه كان كاتبا عاما للاتحاد العام التونسي للشغل... وهنا أضاف صاحب المذكرات: «لم يتبادر إلى ذهني ولا مرّة واحدة، أن يكون ضمن تعاملي أسلوب فيه انتقام أو شيئا من هذا القبيل.. أذكر أنني قلت: طاح الكاف على ردم ظلّه...