أعلنت الجبهة الشعبية أمس ان حركة «حماس» وافقت على مبادرة الجبهة لاستئناف الحوار الفلسطيني وتجاوز العقبات التي اعترضت الورقة المصرية، فيما أعلنت «حماس» ان مصر ترفض الاضافات التي تريد ان تدخلها على الورقة. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية رباح مهنا في تصريح صحافي ان رئيس وزراء الحكومة المقالة اسماعيل هنية وحركة «حماس» في قطاع غزة وافقا على المبادرة التي جرى تسليمها الى كافة الفصائل، مشيرا الى وجود تواصل وحوار بشأن المبادرة مع قيادة حركة «حماس» في العاصمة السورية. وذكر مهنا ان الجبهة تواصلت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة «فتح» مضيفا ان الأخيرة وصفت المبادرة بالايجابية وقالت انها ستبحثها في الأطر القيادية قبل الرد عليها. وقال ان الجبهة الشعبية أرسلت كذلك المبادرة الى القيادة المصرية التي ترعى الحوار الوطني الفلسطيني، إلا انها لم تتلق اي اجوبة على الاقتراح، مشيرا الى ان الجبهة ستعقد قريبا عدة لقاءات مع الفصائل للبحث في كيفية انجاح المبادرة. ورقة دون ملاحظات؟ وعلى صعيد متصل أكدت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع أن القاهرة لا تزال ترفض فتح الورقة المصرية للمصالحة بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وتشترط التوقيع عليها أولا وقالت المصادر إن القاهرة ترفض محاولات بعض الوسطاء الفلسطينيين واتصالات من الجامعة العربية لفتح الورقة للنقاش وتعتبرها ورقة مغلقة، إما توقيعها أو رفضها. وعبرت «حماس» عن عدم قبولها لهذا الأمر مشيرة إلى أنها لم ترفض الورقة وإنما اعترضت على بعض ما جاء فيها، ولم يكن متفقا عليه. وأضافت المصادر أن وسطاء فلسطينيين حاولوا الالتفاف على ذلك وطلبوا إضافة ملحق لملاحظات الفصائل على الورقة مع الأخذ بها، لكن القاهرة لم ترد عليهم حتى الآن لا بالقبول ولا بالرفض، رغم أن هذه الشخصيات تجتهد لتضمين ملاحظات الفصائل الملحق توقعا منهم بقبول فكرته من قبل القاهرة. وفي سياق متصل، قالت مصادر مقربة من «حماس» إن تصريحات رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي الأبرز للحركة في الضفة الغربية عزيز الدويك فسرت خطأ. وقال الدويك إن «حماس» إذا أخذ بملاحظاتها فإنها ستوقع نهاية الشهر الجاري على الورقة المصرية، ولم يقل إنها ستوقع على الورقة بصياغتها الحالية. ومن جهته، قال عضو اللجنة المركزية في فتح جمال محيسنان حركته وقعت على الورقة المصرية لكن إذا أدخل عليها أي نقاط جديدة فإن فتح ستسحب توقيعها. فتح تتهم وعلى صعيد آخر فسر متحدث باسم حركة «فتح» تصريحات أطلقها مؤخرا اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حماس، وقال فيها ان حركته لا ترغب في مواجهة جديدة مع اسرائيل، على أنها عرض جديد لاسرائيل لقبول حماس شريكا في عملية السلام. وقال الدكتور فايز أبو عيطة المتحدث باسم «فتح» ان حماس «زادت من رسائلها الى اسرائيل في الآونة الاخيرة، خاصة بعد إعلان الرئيس محمود عباس عن عدم رغبته في ترشيح نفسه لدورة رئاسية جديدة في الانتخابات القادمة». ورأى أبو عيطة أن تصريحات هنية «تدخل في نفس السياق» الذي قال ان حماس أعلنت عنه على لسان مشير المصري بأنها «ترحب بخطة موفاز». يشار الى أن موفاز، عرض خطة تستند الى قيام دولة فلسطينية على حدود مؤقتة، وأبدى استعداده للجلوس مع ممثلي حركة «حماس» إذا ما فازت في الانتخابات الفلسطينية المقبلة وأصبحت الممثل الشرعي للفلسطينيين بهدف التوصل الى اتفاق سلام. وتساءل المتحدث باسم «فتح» عن «الثمن الذي تقبل به «حماس» في سبيل أن تصبح شريكا في المفاوضات»، وأضاف: «هذه الحركة وقبل أن تبدأ التفاوض قدمت أكبر وأخطر تنازلا من خلال قبولها بالدولة ذات الحدود المؤقتة».