تظل المرأة في تونس تعاني من ثقافة منقوصة وتأطير غير كاف فيما يتعلّق بموضوع أمراض النساء خاصة في علاقته بالنظافة الشخصية للمرأة ودورها في إصابتها بعديد الأمراض نتيجة عدم معرفتها بأهمية هذه النقطة بالذات التي تمثل حاجز الوقاية رقم واحد من عدد كبير من الأمراض. هذه النقطة بالذات، ونقاط أخرى عديدة جاءت بها إحدى الدراسات الطبية التي تم الكشف عن نتائجها في إطار ندوة صحفية انتظمت الأسبوع المفارط على هامش اطلاق منتوج طبي جديد في السوق التونسية يستهدف النظافة الشخصية للمرأة بطرق آمنة. وقد حضر هذا الملتقى التعريفي بالمنتوج الجديد، الذي يتمثل في «منظّف حميمي» موجه للمرأة فيما يتعلق بنظافتها الشخصية اليومية عدد كبير من الأطباء والأخصائيين في أمراض النساء، وLactacyl، هو المحلول أو الغسول، الطبيعي الجديد الذي أطلق في السوق التونسية مؤخرا بعد إطلاقه في عديد البلدان الأوروبية. وقد جرى تصنيفه تحت مراقبة أطباء نساء، أكدوا على دوره في وقاية المرأة من عديد الأمراض التناسلية المعروفة مثل الالتهابات المهبلية على سبيل المثال، التي تعاني منها شريحة كبيرة من النساء في بلادنا. مكونات طبيعية هذه هي أبرز مميزات المستحضر الطبي «Lactacyl» الذي يرتكز في مكوناته على عناصر طبيعية مستخرجة من الحليب، إضافة الى نسبة حموضة ملائمة لجسم المرأة وخصوصياته. وفي خضم حديثة عن هذا المنتوج الجديد أكد الدكتور الفرنسي «دافيد إليا» الاختصاصي في أمراض النساء أن هذا المستحضر أو الغسول آمن بنسبة 100٪ وهو يمثل أفضل الطرق للاهتمام بنظافة المرأة الشخصية ووقايتها من أمراض تناسلية كثيرة لا سيما الالتهابات المهبلية على اختلافها، وينصح، في هذا الاطار النسوة بالتخلي عن العادات القديمة التي تعتمدها أغلب النساء والمتمثلة في استعمال الصابون و«جال» الاستحمام أو المطهرات لتنظيف الأماكن الحساسة في أجسادهن لأنها قد تساهم في تهيّج الجلد وجفافه والأخطر أنها قد تزيد من وطأة وتعكّر عديد الحالات عندما تكون المرأة تعاني من بعض الالتهابات. ويضيف أن «Lactacyl» بمكوّناته الطبيعية، يمثل بديلا جيّدا في مثل هذه الحالات، ويستشهد في قوله هذا بنتائج دراسة أجريت على مستوى عالمي على عدد من النساء اللاتي تعانين من التهابات أثبتت أن الاستعمال اليومي والمنتظم لهذا الغسول مكنهن من التقليل من عواض المرض الى حدّ كبير. عادات خاطئة بدوره يقول الدكتور محمد باديس الشنوفي، الأستاذ الجامعي والأخصائي في أمراض النساء والتوليد، يجب على المرأة أن تتخلى عن العادات الخاطئة فيما يتعلق بنظافتها الشخصية وذلك بالابتعاد عن استعمال كل أنواع المطهرات والصابون ومختلف المنتوجات الأخرى التي تساهم في جفاف البشرة وتهيّجها، مثل صابون الاستحمام والمستحضرات الجلدية الموضعية التي قد تزيد من وطأة بعض الأمراض النسائية ولا تحميهن على غرار غسول Lactacyl الذي يضمن للمرأة التمتع بالحماية التامة إضافة الى النظافة، بما أن هذا الغسول مكوّن من عناصر طبيعية ويحتوي على نسبة معينة من حامض «اللكتيك»، وبمستوى حموضة يؤمن للمرأة وقاية أكيدة من العوامل المرضية المحتملة ومن مسببات الأمراض، والأمراض المعدية على اختلافها. واستعرض د. الشنوفي، بهذه المناسبة نتائج دراسة أجريت على عينة مكوّنة من أكثر من مائتي امرأة تنتمي الى أبرز المدن التونسية، تونس وصفاقس وسوسة ونابل، وركّزت على دراسة استعمالات وعادات المرأة التونسية فيما يتعلق بالنظافة الشخصية اليومية. وكشفت هذه الدراسة أنه على الرغم من أن نسبة كبيرة من النساء 67٪ يعرفن منتوجات النظافة الشخصية، فإن أغلبهن يستعملن المطهرات كحل مثالي لنظافتهم الشخصية ولا يدركن أن هذه المواد تعتبر من المهيجات العدوانية بالنسبة للمناطق الحساسة في جسم المرأة. وقد أثبتت هذه الدراسة كذلك أن المرأة التونسية لا تستعمل مواد النظافة الشخصية الآمنة الا بعد مراجعة الطبيب ولا تعود اليها بسبب غياب أية أمراض نسائية. وهو ما يؤكد غياب ثقافة تبدو ضرورية في هذا المجال لأن النظافة الشخصية اليومية للمرأة تمثل عنصر الأمان الأول في مواجهة عديد الأمراض التناسلية، وقد أكد د. شنوفي على أهمية الوقاية ضدّ مسببات الأمراض وذلك عن طريق اختيار منتوج آمن وملائم لطبيعة جسد المرأة، وهو ما يحيلنا الى إثارة إشكالية النوعية والتحسيس التي تعتبر ضرورية لوقاية المرأة من عديد الأمرض التناسلية التي تذهب من البسيطة الى الخطيرة. ويخلص الى القول إن المستحضر الجيد والملائم يجب أن يكون بمستوى حموضة يقترب من معدل حموضة جسم المرأة، على مستوى الأجزاء التناسلية، كما يجب أن يكون مرطبا وليس مهيّجا ومجففا للبشرة بل ملطّفا وملينا يساعد على وقايتها من عديد الأمراض مؤكدا على أن الوقاية تكون قبل ظهور المرضى.