بعد حضوره في الندوة الفكرية الخاصة بالمهرجان الدولي للزيتونة بدعوة من هيئة المهرجان نزل الشاعر الفلسطيني ياسين أحمد فاعور ضيفا على نادي الابداع الادبي بالمركز الثقافي بسوسة بتنظيم من المندوبية الجهوية للثقافة وذلك عشية الخميس 24 ديسمبر. تضمن اللقاء ثلاث فقرات الاولى مداخلة للاستاذ ياسين موضوعها «القدس في الشعر العربي الفلسطيني» تبعها نقاش والفقرة الثانية خصصت لبعض القراءات الشعرية من طرف نفيسة التريكي، فوزي عمار، أشرف القرقني... ومصطفى الزواري. أما الفقرة الثالثة فقدم فيها الشاعر ياسين فاعور بعضا من قصائده. قدس المكان ومكان القداسة بعد تكريمه من طرف المندوب الجهوي للثقافة السيد الشاذلي عزّابو بتقديم لوحة تجسد زيتونة موشحة بالعنبر أثارت الشاعر ياسين فاعور الذي عبر ضاحكا: «أنا جذوري زيتونية» انطلق بعدها في مداخلته التي قسّمها الى خمسة محاور مستدلاّ فيها بقصائد لبعض الشعراء وصنّفت هذه المحاور كالآتي: القدس والهوية العربية مستدلا بالشعراء عبد الرحيم محمود، محمود درويش، سميح القاسم والمتوكل طه، فوزي البكري... لغة الجرح ولغة العشق: فدوى طوقان، هالة صبحي اسماعيل... القدس والتعبير عن المأساة والهم: ابراهيم تراعي، راشد حسين شوقي محمود. القدس والتاريخ والجغرافيا: خالد أبو خالد، سميح القاسم، ابراهيم صالح... القدس والتحرير: أحمد مفلح، محمود درويش... شكرا للذين أهدوا لي عيوبي...! تبعت هذه المداخلة جملة من المداخلات للحاضرين حيث انتقد الاستاذ أحمد الحذيري الشاعر ياسين فاعور عندما أقرّ أن شعر المقاومة عادة لا يهتم بجمالية الشعر الحديث، فيما لام أحد أعضاء نادي الابداع الادبي الشاعر على جرده السطحي لبعض الشعراء الذين عبّروا عن القدس في قصائدهم، وبرحابة صدر الشعراء رد الاستاذ ياسين قائلا: «شكرا للذين أهدوا لي عيوبي إن كان ممكنا تسميتها كذلك، لقد ذكرت منذ بداية مداخلتي كأني سأتحدث عن القدس في الشعر العربي الفلسطيني، وبالتالي لم أهتم في بحثي بالامور النقدية أو الجمالية فقط أردت الاشارة الى أهم الشعراء الذين خصّوا القدس بمختلف أبعادها في دواوينهم فأنا لست بصدد دراسة نقدية». وأضاف قائلا معلقا على مهاجمة البعض لكل من يكتب عن فلسطين: «نحن لسنا أمام عدو واحد بل الأعداء كثر والمصيبة نحن لا نعي طبيعة هؤلاء الاعداء». متى نتخلص من هذه العقلية؟ أثار حضور الشاعر ياسين فاعور في المركز الثقافي بسوسة زوبعة في فنجان حيث احتجّت هيئة المهرجان الدولي للزيتونة بالقلعة الكبرى على ذلك بحكم أن الاستاذ ياسين هو ضيف المهرجان، ولكن يبقى في نهاية المطاف ضيف تونس وهو ليس بالغريب عنها بحكم إتمام دراسته بجامعتها فلماذا الحرص على احتكار الثقافة بهذا الشكل في وقت كان من المفروض الاجتهاد في إفادة مختلف الجهات بكل ما هو إضافة الى مشهدها الثقافي لان المهرجان ليس حكرا على أحد وإشعاعه على البقية أمر مطلوب إضافة الى أن حضور هذا الشاعر لم يكن هبة من هذا المهرجان بل كان بمقابل ساهمت به المندوبية الجهوية للثقافة، فمتى نتخلص من هذه العقلية المكبّلة للفعل الثقافي.