هم ثلّة من الباعة.. لكن على طريقتهم.. لعلّهم متجوّلون، أو موسميون.. لكنهم من أصحاب المبادرات الخاصة في ميدان «الانتصاب العشوائي» اختصاص «ازعاج المواطنين».. إذ اختار هؤلاء لأنفسهم، مهنة جديدة تدعى «مهنة من لا مهنة له». هؤلاء هم باعة «الخمس نظارات» لمن يعرفهم، ولمن لا يعرفهم هم «نخبة» من «رائدي» الخبزة الباردة الذين يعتمدون سياسة «ما خفّ حمله وسهل بيعه» بناء على مبدإ «قلّل ودلّل». تجدهم في بعض الأنهج والأزقة، حيث تكثر الحركة وتقل الرقابة، تجدهم عند الانعطاف فلا تعرف من أين خرجوا أو من أين أتوا. فقط ما يمكنك معرفته عند الدخول معهم في نقاش، ولو بنظرة، أنك تورطت، وأنك ستشتري لا محالة لأن شعارهم «سوم تحصل». سياستهم التجارية تقوم على اقتناء خمسة نظارات شمسية «مجهولة الهوية» مما تزخر به «تجارتنا الموازية»، وبيعها بسعر افتتاحي يساوي عشر مرات سعرها الحقيقي. هذا مع العمل على اقناع الحريف بجودة البضاعة وصحة العلامة، وقيمة التخفيض «الوهمي»، ولو بالقوة ذلك أن الرجاء قد يصبح أمرا، والاختيار قد يكون إكراها وإلزاما. لتجد نفسك بصدد الحديث إلى نوع نادر من البشر.. نوع اختلط عندهم الارتزاق بالتحيّل، واقترنت لديهم الخصاصة بالشذوذ.. فاعتدوا على العمل في قيمته، وعلى التجارة في أدابها، وعلى المواطنة في نبلها وشرعيتها.