تواجه إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما مجموعة من الخيارات التي تنطوي على مخاطر في ضوء التذبذب الذي يهزّ العلاقات الامريكية الاسرائيلية منذ اعلان حكومة الاحتلال عن برنامج لتوسيع المستوطنات في القدسالشرقية، في وقت تقوم واشنطن بتقييم المرحلة القادمة من جهود صنع السلام المتعثّرة. فقد طالبت منظمة «جي ستريت» التي تمثل اللوبي اليهودي اليساري في الولاياتالمتحدة ادارة الرئيس باراك اوباما بممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية للقبول بالدخول مباشرة في مفوضات سلام مع الفلسطينيين، في وقت طالبت فيه منظمة «إيباك» – أكبر جماعات الضغط اليهودي في الولاياتالمتحدة - الإدارة الأمريكية بتخفيف حدة لهجتها تجاه إسرائيل. ضغوط مزدوجة وذكرت المنظمة المحسوبة على اليسار السياسي في الولاياتالمتحدة انها جمعت توقيعات ل20 ألف يهودي أمريكي على عريضة يطالبون فيها ادارة اوباما أن تتعامل مع اسرائيل بشدة، بل وإجبار حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على دخول مفاوضات سلام مع السلطة الفلسطينية. وذكرت المنظمة ان العريضة تم إرسالها الى مسؤولين رفيعين في البيت الأبيض، وفي نفس الوقت يعمل أعضاء منظمة «جي ستريت» بكل عزيمة في أروقة الكونغرس من اجل إقناع السياسيين بتبني فكرة العريضة. وأشادت المنظمة بتصرفات الإدارة الأمريكية مع إسرائيل خلال الأزمة الحالية، وأكدت في بيان لها أن تأنيب نتنياهو أمر يدل على مدى اتزان تلك الإدارة. وقال مدير منظمة «جي ستريت» جرمي بن عامي: «نحن ندعو الولاياتالمتحدة الى تحديد سقف زمني للمفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وفضح الطرف الذي يقوم بخطوات تضر بالعملية السلمية على الملإ وأمام الجميع». ويشار إلى أن منظمة «جي ستريت» تحظى بتأثير على الإدارة الأمريكية، وهي تحظى أيضا بدعم كبير لدى فئات واسعة في الجالية اليهودية في الولاياتالمتحدة. إحباط أمريكي وقد طالبت الولاياتالمتحدة اسرائيل باتخاذ اجراء لم تحدده لاعادة تأكيد التزامها تجاه عملية السلام في الشرق الاوسط، بعد الاعلان عن خطّتها الاستيطانية التي أغضبت واشنطن. ويقول محللون سياسيون ان رد الفعل الامريكي يعكس مشاعر الاحباط الشديد إزاء الخطوات التي تحول دون استئناف محادثات السلام في الشرق الاوسط وهي هدف رئيسي للولايات المتحدة مرتبط بتحديات اكثر حدة بما في ذلك الحرب في كل من افغانستان والعراق والأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني والجهود الامريكية الرامية الى تحسين العلاقات مع العالم الاسلامي. وقال حاييم مالكا نائب مدير برنامج الشرق الاوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «ليس بالضرروة أن تساعد المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين هذه الجهود. لكن عدم وجود محادثات اسرائيلية فلسطينية يزيد الامر صعوبة.» وعلى الرغم من الغضب الشديد ازاء الاعلان عن بناء الوحدات السكنية للمستوطنين يؤكد مسؤولون أمريكيون أن العلاقات الامريكية الاسرائيلية ما زالت قوية وأشادت كلينتون بالرباط بين الجانبين الذي لا يمكن «أن ينفصم». ويقول محللون سياسيون ان هذه الازمة ربما تلقي بظلالها على ضغوط أشد تمارسها الولاياتالمتحدة على اسرائيل لتقديم تنازلات لاعادة الفلسطينيين الى مائدة المفاوضات وهي تنازلات ربما لا يكون في مقدرة نتنياهو تقديمها في ظل التوازنات السياسية التي يواجهها في الداخل. وقال ستيفن كوهين رئيس معهد السلام والتنمية في الشرق الاوسط «الامر الحاسم هو ما اذا كان نتنياهو وأوباما بينهما فهم مشترك حول وجهتهما... ليس هناك مؤشر واضح على أن هذا هو الموقف».