قيل والعهدة على من قال ومن ردّد القول: إن للمستهلك التونسي منظمة تدافع عنه في مأكله من عصيدة الزقوقو الى زقوقو العصيدة وتوابعه من الفزدق والبندق واللوز «المصموت» ومن «الكرشة» الى بيض الحوت ومن جوز الهند الى هندينا عند الهنّادة مقشّرا وشائكا. وفي ملبسه من خيط بيار كاردان الى «الخيشة» المحلية ومن أحذية «بيما» الى «شلاكة النيلون» وفي مشربه من العسل البيولوجي الى كاس الشاي في نسخته الرابعة المعرّفة بالامضاء في حضائر البناء. قيل والعهدة عليّ ان للمستهلك فرقا للمراقبة تقيه من الغش والاحتكار في ما يأكل ويلبس ويشرب ويتنفّس في الأماكن العمومية من نزل خمسة نجوم الى أقفاص غير المدخنين في المقاهي حفاظا على الصحة «يعطيهم الصحة». يقال وكل العهدة عليّ أن المستهلك التونسي أصبح على وعي يؤهله لأن يدافع عن نفسه، في ما يأكل ويشرب ويلبس، وليس في حاجة الى «هزّان القفّّة» في زمن «الساشهات» السوداء ولكنه يبقى من أحوج الناس الى من يقيه ويحميه ممّا تقدمه أجهزة إعلامنا المرئية والمسموعة من لغة لا يفهمها العربي الشقيق ولا الأجنبي الصديق، وإليكم هذه العيّنة بيّنة «بريسّينا معنتها ولعبنا معنتهاع على اللّيزالْ» معنتها أتّاكْهُمْ معنتها فابلْ الحمد للّه يا ربّي معنتها لُونْتونْتْ هي جابت البونتو لَوّلْ معنتها وعندنا الكونفيونس معنتها في الأرْبيتراج تونيزيان معنتها والحمد للّه يا ربّي فرّحنا بيبليكنا وهاكاهو معنتها الحمد للّه يا ربّي». فهل ثمّة أخطر وأضرّ وأهلك على المستهلك من هذا اللسان الذي لا هو لسان العرب ولا هو لسان العجم ولا هو لسان القلم إنه لسان القدم لدى العافسين على الدنيا في المذياع والتلفزة.