سيدي المحترم لقد توليتم تحرير بيان السابع من نوفمبر نصا وفكرة ولكنكم لم تكتبوا ثورة 14 جانفي 2011 وبالتالي فقد أهديتم على طبق لبن علي الحزب الاشتراكي الدستوري وكنتم عضوا في الحزب الجديد. لقد تم الانحراف بالتجمع وكان عليكم الاستقالة الا أنكم لم تفعلوا ذلك فعينكم الرئيس المخلوع في مجلس المستشارين. ان كافة المسؤولين الذين تم تعيينهم من طرف الرئيس المخلوع بدون استثناء دافعوا عن مصالحهم الخاصة وانتهزوا كافة الفرص مثل عائلة بن علي. أما وأن التجمع هو وريث الحزب الاشتراكي الدستوري فهذا غير صحيح ولا مجال للمقارنة بين الحزبين فالأول يجمع والثاني «يشرك» في عهد التجمع خلقت مؤسسات في ميدان الصناعات الغذائية وفي ميادين أخرى همها المنافسة غير الشرعية للشركات الأصلية والاطاحة بها اقتصاديا حتى يتم شراؤها لا المزيد في الانتاج. أما المديونية الخارجية فإنها في أعلى مستواها حسب احصائيات 2008 منذ الاستقلال، هل كانت مديونية تونس في هذا الحجم يوم 6 نوفمبر 1987، إن المبالغ المالية المدانة بها تونس هي الموجودة حاليا لدى عائلة الرئيس المخلوع وأصدقائه وأطلب الجناب قبل اعادة النظر في هيكلة التجمع أن تنادوا بارجاع الأموال من طرف كل من تحيل على الدولة وعلى الشعب التونسي وتطبيق القانون تجاههم. ان بورقيبة كان محاميا اشتراكيا ورئيسا دكتاتوريا لكنه لا مجال في أيام حكمه باللعب بأموال الدولة وانه قد زج في السجن من حاول من اقربائه اللعب بأموال الدولة. لعلمكم سيدي وزير الرئيس المخلوع فإن التجمع قد أقصي من الاشتراكية الدولية. لا مجال اليوم للخبطة بين اتجاهين سياسيين مختلفين حزب الرئيس المخلوع هو حزب يميني وحزب بورقيبة هو حزب يساري عمل بالتعاضديات والشركات القومية أما الأول فقد خصخص هذه الشركات لشخصه ولعائلته ومناصريه. لقد عملتم مع بورقيبة ثم مع الزين ولكن اليوم لا يمكنكم ركوب حصان الثورة والتحدث باسمها. ليست تونس في حاجة الى شخص، تونس كلها مسيسة من اليمين الى اليسار ولابد اليوم أن توضح بكل دقة اتجاهات الأحزاب حتى يكون التونسي على علم ويقوم بانتخاب الرئيس المراد انتخابه قريبا بكل شفافية. لا يمكن أن يختفي اليوم مناضلو تجمع السابع من نوفمبر المنحل للابن البار الرئيس المخلوع وراء حزب ناضل من أجله مجاهدون لاستقلال تونس دون محسوبية. التاريخ وحده سيمكننا بكل دقة من هو زين العرب. أحببت أم كرهت سيدي الاتجاه الاشتراكي لم يكن مربحا اقتصاديا ولم تكن الناس يتكلمون بالمليارات أنذاك ولم تكن هناك بطالة مثل التي هي موجودة الآن. انكم أعطيتم الفرصة لبن علي لكي يستحوذ على تاريخ بلادنا ونضال شهدائنا، لقد انتهى حزب التجمع يوم 14/01/2011 وتم رفع شعار «يسقط التجمع» من طرف الشعب التونسي... ولم نرى لافتات يوم 07 نوفمبر 1987 «يسقط الحزب الاشتراكي» والكل يتذكر رصيد بورقيبة البنكي يوم الانقلاب عليه أما فيما يخص المعرفة فإن بورقيبة كان يوسم يوم العلم كل من اجتهد بمن فيهم من كانت لهم آراء مخالفة. لقد تحولتم بالسابع من نوفمبر الى حالة كسب الثروات الطائلة ولفئة معينة موجودة في تونسنا العزيزة وقد جاء يوم اعتماد سياسة من «أين لك هذا» ولا مجال للاختفاء وراء الحزب الاشتراكي الدستوري الذي كانت مهمته غير مهمة التجمع المنحل والذي ثبت انحرافه في الفساد السياسي والمالي. أذكركم سيدي بكون ثورة 14 جانفي لم تأت هكذا بل هي ثورة تمخضت منذ سنين عديدة ولا يمكن ركوب الحدث والكلام عن ثورة سيدي بوزيد والقصرين وقفصة بل هي ثورة كامل تراب الجمهورية من الشمال الغربي الى الشمال الشرقي ومن الوطن القبلي الى الساحل وأن عملية احتراق محمد البوعزيزي سبقتها بعام نفس الواقعة بالمنستير التي كانت تشكو من الظلم أيضا مثل قفصة والقصرين وسيدي بوزيد طوال 23 عاما للرئيس المخلوع والتي قام فيها السيد عبد السلام تريمش بحرق نفسه ضد قرارات تجمع الرئيس المخلوع وشيع جثمانه الطاهر بمثابة شهيد وكانت الشرطة متواجدة مثلما كانت متواجدة في جنازة الزعيم بورقيبة ولنا شريط في ذلك ان أردتم مشاهدته. سيدي وزير الرئيس المخلوع ليس لكم الحق في الحديث عن الثورة خلافا للسادة أحمد بن صالح وأحمد المستيري ومصطفى الفيلالي ولا يمكنكم اليوم الركوب فوق القطار الذي يجري، لقد شاركتم في التجمع وفي سياسة الفساد السياسي الذي خلق طبقة جديدة تمثله فما عليكم الا أن تنظموا هذه الطبقة لا الحزب الاشتراكي الدستوري وان أردتم تغيير الحزب فلكم أن تغيروا وتهيكلوا ما جئتم به مع الرئيس المخلوع أي التجمع.