من يظن أن عهد التهميش والاقصاء وتعطيل مصلحة المواطن واللعب بأعصابه قد ولى وانتهى فهو واهم والدليل ما تعرض له أحد المواطنين الذي قدم من سيدي بوزيد قصد مقابلة المدير العام للديوانة التونسية لحل مشكلته التي أرقته طويلا ولم يجد من يقدم له الحلول الضرورية طوال سنوات طويلة. إنه السيد رضاء لعيفي صاحب سيارة أجرة( تاكسي) الذي جاء الى تونس قبل أسبوع طرق خلالها كل الأبواب المؤدية الى باب المدير العام للديوانة لكن جهوده باءت بالفشل ولذلك لم يجد بدّا من الالتجاء الى جريدة «الشروق» لإيصال صوته وأصوات 121 عائلة تعاني من المشكل نفسه: ويقول هذا المواطن: «أريد أن أتوجه بالكلام مباشرة الى الوزير الاول محمد الغنوشي الذي أعلن على الملإ انه بعد قيام الثورة كل المسؤولين في خدمة المواطن ومهمتهم الأساسية الاستماع الى مشاغل الناس وانه من حق أي مواطن مقابلة المسؤولين وطرح مشكلته مباشرة عليهم دون اقصاء او تهميش. ولكن ما عشته طيلة سبعة أيام جعلني في حالة غضب وغليان وشعرت بالاحباط وان تونس مازالت تسير على خطى النظام البائد وان عددا من المسؤولين لم يتقبلوا فكرة التغيير والتخلي عن سياسة الاقصاء المقيتة. فمن يتحمل مسؤولية ما يحدث يا محمد الغنوشي؟ مظلمة ويواصل رضا لعيفي وقد أخذ منه الغضب كل مأخذ مشكلتي تتمثل في تعرضي أنا و121 فردا آخرين الى مظلمة في العهد البائد وتتمثل في عدم منحنا الرخص لاستغلال سياراتنا التي استوردناها من ليبيا منذ سنوات قبل ان يقفل «الطرابلسية» معبر بن ڤردان الذي كان يساهم في دعم اقتصاد البلاد التونسية بما قيمته 300 مليون يوميا ويساهم في توفير موارد رزق لآلاف المواطنين التونسيين. ويضيف : مطلبنا الأساسي هو تمكيننا من رفع اليد على الضمان المتمثل في 6 آلاف دينار لكل ملف سيارة بالنسبة الى 121 عائلة. مبالغ هذه الضمانات موجودة حاليا بفرقة الابحاث والتفتيش بشارع مدريدبتونس وقد دفعت جميع هذه الأموال بمختلف قباضات الجمهورية التونسية مع العلم ان التحقيقات أثبتت ان السيارات غير مسروقة وتحمل لوحات أرقام منجمية أصلية ولا يوجد أي سبب لتركنا نتخبط في هذه المشكلة التي أدت بالبعض الى متاهات كبرى فهناك من رهن منزله وهناك من يعاني البطالة بعد ان حلم باستغلال سيارته التي اشتراها بعد تعب سنوات. وقبل ان أنهي كلامي لابد أن أتوجه برسالة لوم واستنكار لقناة حنبعل التي تدعي أنها صوت الشعب فهذه القناة وضعت على ذمة المواطنين رقما وهميا والدليل انني اتصلت بهذه القناة أكثر من 151 مرة لكن دون جدوى. ويواصل قائلا أظن ان هذه القناة يجب ان نضع أمامها 1000 نقطة استفهام لأننا عجزنا عن فهم توجهها وما هو دورها لكن الثابت والأكيد انه على هذه القناة التخلي عن الشعار التي تتغنى به منذ بداية الثورة واعتبار نفسها صوت الشعب».