تهديدات... مغازلات... والتفاؤل لا بدّ منه من غرائب هذا الزمن أن بعضهم الذين ظلوا يطالبون بحرية الرأي والتعبير أصبحوا اليوم يهددون كل من يقول أو يكتب كلمة حق ورأي قد لا يتناغم معهم والحال ان الاختلاف وبشكل أو بآخر لا يفسد للود قضية... ومن هذه النماذج نشير وعلى سبيل الذكر ولا الحصر الى أحدهم الذي أكد في مكالمته الهاتفية ان بورقيبة الذي أبرز المؤرخون مسيرته كاملة بغثها وسمينها لا يمكن الا الثناء عليه وعلى ما قام به مشيرا الى أنه أنقذ البلاد والعباد وأخرج تونس من الظلمات الى النور وبدّد أمراضها دون ان يختلس مليما واحدا وبالتالي فإنه فوق النقد ومن يقول ان عهده بائد أو أنه خلق «صباط الظلام» وتفرّد بالرأي وعمّق جراح عديد الجهات خاصة في الشريط الغربي او قام بتصفية حساباته التصفية الجسدية او غيرها مع منافسيه والزعماء يعتبر مخطئا ومن يشير الى هفوة معركة بنزرت ويتساءل عن عملية اغتيالات صالح بن يوسف واعدام مجموعة (1962) والزج بأحمد بن صالح والمعارضين لسياسته من اليساريين والاسلاميين وغيرهم يعتبر متحاملا على «زعيم» في حجم بورقيبة.. الى حد هنا يبقى الرأي حرا كما التعليق عليه أيضا يبقى حرا، أما أن يصل الأمر الى حد التهديد بالاعتداء وبالتصفية فذاك مرفوض.. ولا ينم الا على حجم ومستوى صاحبه ولا يترجم الا عداوته للثورة ومبادئها ولحرية الرأي والتعبير والديمقراطية وقيمها ومنظومتها التي يبدو ان بعضهم لم ينصهروا فيها بعد وظلوا ينتشون فقط عند الاشارة الى عائلة الفساد والاستبداد التي يقودها رئيس العصابة بن علي دون المس من بورقيبة ودون التحدث عن الفترة التي سبقت 7 نوفمبر 1987 ودون الاشارة الى أن بورقيبة هو الذي عيّن بن علي واختاره من كل المحيطين به وغيرهم..؟؟!!! التفاؤل... ثم التفاؤل والعمل يبدو أن بعضهم يريد الجذب الى الوراء وترويج الخوف من المجهول والحال ان الشعب التونسي الذي قال عنه رئيس عصابة الفساد والاستبداد في بيانه الاول أنه بلغ درجة هامة من الوعي والنضج وذلك منذ (23) سنة ونيف وأكد هذا الشعب أنه كذلك على مر السنين قبل مزيد التأكيد انه راق جدا.. لتكون ثورته نموذجية في العالم وبشهادة كبار الخبراء والاخصائيين والمثقفين في كل أصقاع المعمورة... ولذلك وحتى إن حصلت أو تحصل بعض الأشياء التي قد لا تكون في حجم التطلعات فإن الواجب يفرض التفاؤل وعدم الاكتفاء بذلك بقدر ما تستوجب المرحلة التفعيل والتشاور والعمل الجدّي والتحرر من كل أشكال الخوف وذلك في كنف التحابب والتقارب والروح الوطنية التي تبقى مرشحة في كل تونسي نقي تفاعل مع الثورة وساهم في انجازها ولو بأضعف الايمان. في منزل تميم؟؟!! حدثني أحد الأصدقاء من منزل تميم مؤكدا أن المجلس البلدي في هذه المدينة العريقة والشامخة مازال متجاهلا الثورة ومبادئها حيث أنه لم يغير بعد «تمثال» أو ساحة 7 نوفمبر المزركشة بأفخر أنواع الرخام والزينة وحتى التسمية مازالت بعد وهو ما جعل الأهالي يعتصمون ويطالبون بحل هذا المجلس البلدي الذي فرط في مساحات هامة من شواطئ المنطقة لفائدة أصهار الرئيس المخلوع وأزلامهم كما اعتصموا ضد رئيس الجمعية الرياضية (الاتحاد الرياضي التميمي) الذي هو نفسه كان يشغل مهمة كاتب عام الجامعة الدستورية ونائب رئيس البلدية وأيضا ضد مدير القاعة المغطاة ذات اللون البنفسجي والذي يقول عن نفسه حسب أهالي منزل تميم إنه راعي الشباب الدستوري فضلا عن أنه من مشجعي المنتخبات.. وبعدها يحتج البعض عن الاعتصامات وعن إسقاط صورة الرئيس المخلوع من مكتب الكاتب العام للبلدية ومن بعض الفضاءات والمكاتب الأخرى والحال أن دار لقمان على حالها؟؟!