بحضور عدد كبير من الوجوه المسرحية افتتح صباح أمس السبت 26 مارس الجاري المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين بإدارة الفنان أنور الشّعاّفي وقد حضر هذا الحفل الذي غاب عنه أي طابع رسمي وهو ما استحسنه الحضور مجموعة كبيرة من المسرحيين من أساتذة وخريجي المعهد العالي للفن المسرحي بتونس والمعهد العالي للمسرح والموسيقى بالكاف وممثلي الجمعيات المسرحية في الجنوب وقد كان افتتاح المركز الحدث الذي انتظرته الجهة طويلا التي عرفت تجارب جادّة في جمعيات الهواة سواء في مدنين أو تطاوين أو دوز أو قابس والحامة وقبلي وغيرها من المدن في الجنوب الشرقي التي يعدّ افتتاح المركز تتويجا لكل المسيرة المسرحية التي دشّنها خريجو وطلبة الجامع الأعظم في الثلاثينات في مقاومة الاستعمار الذي حوّل هذه المناطق الى مناطق عسكرية محاصرة ومقموعة. أي مسرح؟ برنامج الأحتفال باليوم العالمي للمسرح الذي يختتم اليوم بقراءة البيان العالمي للمسرح أفتتح بندوة بعنوان «والآن...أي مسرح نريد» بدأها نوفل عزارة بمداخلة منهجية بعنوان «نريد، أو لا نريد...ذلك هو السؤال» وقد عرض عزارة الأستاذ في المعهد العالي للمسرح والموسيقى بالكاف مجموعة من الأفكار الأساسية من بينها ضرورة الاستفادة من التراكم المسرحي وعدم القطع مع المنجز المسرحي بأسم الثورة. وأكدّ على أن الفنان المسرحي كان متخاذلا ومتخليا عن دوره في مرحلة ما قبل الثورة كما نادى بضرورة وجود عقل نقدي مؤسس لمعرفة مسرحية وأشار الى أن غالبية الأعمال التي كانت تقدّم في السّابق كانت عاجزة عن رصد المتغيّر الاجتماعي وأكدّ على الدور الرقابي الذي لعبته إدارة المسرح التي كانت بمثابة الغربال الذي كان يتولّى محاصرة الأعمال الخارجة عن الاجماع الرسمي وخطاب الدولة واستثنى بعض التجارب القليلة التي استطاعت أن تخرج عن «الاجماع» مثل تجربة توفيق الجبالي في «كلام الليل» و«هنا تونس» وتجربة المسرح الجديد وفاميليا و«مراد الثالث» لعلي بن عيّاد فهذه الأعمال القليلة عبّرت عن صحوة نقدية حقيقية. وطالب نوفل عزارة بضرورة تطهير الحقل الثقافي من الاحتكار والمحتكرين ومن المهرجانات التي بلا روح وأكدّ على ضرورة استبدال الرقابة بالرقابة على السّلطة. فعاليات الندوة استمرت طوال يوم أمس بتقديم مداخلات أخرى لرضا بوقديدة «قاطرة الثورات» ومحمد مومن «الصدق في القول والاتقان في العمل» وحسن المؤذن «الذات بما هي أقورا» كما تمّ عرض شريط فيديو بعنوان «صراع» للطيب كسيكسي ومسرحية «ورقة بيضا»لشركة شمس للإنتاج بمدنين. وستختتم التظاهرة صباح اليوم بقراءة البيان العالمي للمسرح وتقديم العرض القياسي المسرحي «بين اثنين»وهو أوّل انتاج للمركز.وتمّ بمناسبة هذه الاحتفالية افتتاح موقع المركز على شبكة الأنترنات وعرض لوحة عملاقة للرّسّامتين مريم الهنشير وكريمة العيادي.