اعتداءات مجانية...في الشركة الحديدية... لماذا...ومن وراءها؟ يجود علينا الزمان من حين الى آخر بأشياء قد يصدقها العقل وقد يرفض حتى مجرد الاقتراب منها حيث تجرأ بعضهم وهم من المقربين لأصحاب النفوذ في الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية على الإعتداء على بعض زملائهم في نفس المؤسسة وذلك بمختلف الأساليب اللفظية وحتى البدنية دون أي سبب غير الاتهام المجاني بتسريب أخبار ووثائق مهمة وسرية للإعلاميين لفضح التجاوزات والإخلالات والفساد والاستبداد والغطرسة والحال أن الاعلاميين وكلما أرادو البحث على حقيقة ما إلا وأدركوا غايتهم من أي طرف متداخل سواء كانت من رفوف مكاتب سلطة الإشراف أو من دائرة المحاسبات أو من الوزارة الأولى أو من أي إدارة أخرى فضلا عن بعض «النقابيين» الذي بقدر ما يتحمل البعض منهم مسؤوليتهم كاملة دفاعا عن المؤسسة وعن العمال فيها فان البعض الآخر ظل مزودج الخطاب ومتلونا وحريصا على تغطية ذلك بمحاولة تغطية الحقيقة بدعم الاقتراب أكثر من أصحاب النفوذ في الشركة والتظاهر برفض مثل تلك العمليات رغم براءتها وانصهارها في مبادئ الثورة وحمايتها للمؤسسة من كل أشكال الفساد، الا أن الالتجاء للعنف فتلك مسألة خطيرة... وخطيرة جدا ولا تنم الا عن عقلية دفاعية عن مصالح شخصية وعن متورطين قد يكونوا عاثوا في المؤسسة فسادا وذلك على كل المستويات ومن خلالها ضرب الاقتصاد الوطني والبلاد ككل. وهو ما يذكرنا بفترة «الميليشيات» التي تترجمها في هذا الزمن مجموعة الثورة المضادة أو أعداء المبادئ السليمة... والله عيب وخاصة في العائلة الحديدية الواحدة التي كانت متماسكة ومتلاحمة وقوية ولا يهمها المسؤول أو المسؤولين الذين يتم تعيينهم على رأس الادارة العامة أو الإدارات المركزية أو غيرها بقدر ما يهمها مصلحة العاملين في المؤسسة وحاضر وآفاق الشيمينو؟!. علماء الاجتماع...لابد منهم قال الخبير في علم الاجتماع الدكتور مهدي مبروك إن الثورة مهددة بثقافة الضغينة مشيرا في المقابل الى أن الواجب يفرض اعداد مشروع ثقافي لزراعة الأمل في نفوس الشبان وهو كلام جميل وعلمي وصادر عن مختص في علم الاجتماع في فترة نحن في أشد الحاجة فيها الى هؤلاء الخبراء وفي هذا الاختصاص بالذات باعتبار أن الفترة الانتقالية وبشكل أو بآخر تبقى صعبة وفي حاجة الى آراء الخبراء والمختصين طالما أننا نعيش في مجتمع لم يسبق أن شهد الثورات ولا الفترات الانتقالية...ولذلك لا بد من تكثيف الحوارات واللقاءات في الندوات وفي وسائل الاعلام المرئية منها والمسموعة والمكتوبة عسانا نستفيد ونختزل الزمن بما يدفع الى الارتقاء بمستوى البلاد ويمهد لتحقيق التطلعات . سيارات الإدارة...لمن؟ ظاهرة قديمة متجددة ولم تتخلص منها البلاد حتى بعد الثورة هي تلك التي تؤكد حضور سيارات الإدارة في الأسواق أمام المدارس والمعاهد وحتى في الشواطئ وفي كل الفضاءات الترفيهية وغيرها والحال أنها مخصصة للإدارة فقط وهو ما يعني تكريس الرداءة والفساد واستغلال النفوذ باعتبار أن تلك السيارات لا تمنح الا للمسؤولين ولبعض المقربين منهم هذا دون التحدث عن جذاذات ووصولات الوقود والاصلاحات على حساب المؤسسات وغيرها فالى متى سيتواصل هذا النزيف الذي ينخر جسد الاقتصاد الوطني ويعمق جرحه في الوقت الذي نحن في أشد الحاجة الى حماية البلاد من كل جزئية من جزئيات أشكال الفساد.