التونسيون مازالوا يشعرون بالخوف هذا ما يجمع عليه الشارع ويؤكد المواطن أنه رغم التجاوز النسبي للإنفلات الأمني فإن الإحساس بالرهبة مازال يسيطر. وأوضح العديد من التونسيين اجابة عن سؤال طرحته «الشروق» وفحواه هل تجاوزت حالة الخوف واسترجعت الاحساس بالثقة والطمأنينة؟ أنه رغم مجهودات رجال الأمن والجيش الوطني وحرص الحكومة المؤقتة على بث الطمأنينة وتجاوز الانفلات الأمني مازال الخوف يعيقنا عن ممارسة حياتنا اليومية فالسيد محمد قال: «للأسف توجد أطراف تعمل على بث الخوف والفوضى بواسطة الاشاعة وتهويل الأمور والمبالغة في نقل الأخبار وتحرص هذه الفئة على العمل ضد الثورة.» وتكشف السيدة لطيفة السياري: «الاحساس بالخوف من السرقة وأعمال النهب و«البراكاج» مازال يسيطر على تفكيرنا خاصة نحن معشر النساء اذ نتعرض للسرقة والاعتداء في مختلف وسائل النقل ووسط الشارع بنسبة أكبر من الرجال. وتفيد الآنسة صابرين: «لا يحق لنا التستر أو تغطية عين الشمس بالغربال كما يقال فالانفلات الأمني والسرقة والخطف والنهب موجودة في مختلف الأماكن والأحياء بما فيها الأحياء التي تعرف ب«الراقية» وحتى في عربات «المترو». ويجب العمل على اعادة الثقة والطمأنينة للشارع وفي المدارس والمؤسسات التربوية للعودة للعمل في ظروف أمن أحسن وأفضل. ويؤكد السيد رؤوف: «للأسف الثقة مهتزة بين المواطن والشارع حيث تكثر عمليات الخطف والسرقة والبعض يستغل الظروف لتهويلها لبث الخوف والهلع في صفوف التونسيين، ويضيف: يجب توعية المواطن بتجاوز حالة الخوف وعدم تهويل الأخبار كما يجب على رجال الأمن العمل على اعادة الثقة للمواطن وعودة الهدوء،» واذا كان الشارع التونسي يتفق على أن الشعور بالخوف مازال طاغيا ويسيطر على تفكير التونسي فكيف يفسر الأخصائيون في علم النفس مثل هذا الشعور؟ المبالغة والاشاعة وأفاد الدكتور عماد الرقيق، أخصائي في علم النفس، أنه اضافة الى تسجيل بعض عمليات السرقة والنهب والانفلات الأمني والتي تساهم في عدم الاطمئنان والإحساس بالخوف فإن الشارع يبالغ في كثير من الأحيان في نقل الأخبار والوقائع وينقلها بصورة وطريقة مفزعة واضافة الى تهويل الوقائع فإن الإشاعة تلعب دورا في ملازمة الشعور بالخوف وتؤثر سلبا على المواطنين خاصة ذوي الشخصيات الهشة. ويضيف: «النساء أكثر عرضة للخوف من الرجال ومهما كانت حالة الانفلات الأمني لا يجب أن تعيقنا عن ممارسة حياتنا اليومية بصفة طبيعية.