هناك من الأحداث... التي قد تبدو بسيطة.. أو قل عابرة ولكنها في واقع الأمر وحقيقته عميقة، ومعبرة تعكس بكل واقعية ووضوح طبيعة الأشياء.. وتُعرّي حقائق تاريخية تفرض النجاحات. في هذا الاطار بالذات حاولت استرجاع بعض الذكريات والاحداث المعبرة.. علني أساهم بكل بساطة.. وبكل تواضع في التذكير بأن ما ننعم به اليوم لم يكن ولا يمكن أن يكون ولن يكون وليد الصدفة.. بل قل نتيجة طبيعية لمسيرة واضحة المعالم.. طريقها غير سهلة بالمرة.. ولكنها مؤدية.. مربحة.. وناجعة. ... وقبل ذلك دعنا نتفق على ان العنصر المحدد لكل هذه النجاحات.. ومنطلق.. وبداية كل هذه الأحداث طيلة السنوات السبعة عشرة التي مضت.. والسنوات العديدة القادمة.. رجل لم تغيره الاحداث.. ولم تزعزعه السنوات ولا غيرها. ... ظل ثابتا، فهو مسكون بالوطنية، تونسي حتى النخاع. يتألم لآلام شعبه الوفي.. ويفرح لأفراح شعبه الأبي. فهو تونسي لحما ودما.. تفكيرا وقناعة. مصر على الاصلاح.. عازم على التغيير... نهل من ينبوع الصدق.. والجدية.. والوطنية. ... بعد ان اتفقنا ان مصدر كل هذه النجاحات.. ومنبع كل ما ننعم به اليوم هو الجدية والاصرار على الاصلاح والتغيير وحب الوطن والوفاء له. بعد هذا دعني أدغدغ الذاكرة الجماعية بمجموعة من الخواطر قد تنفع، أو قل من باب التذكير ما دمنا مهددين بالنسيان، او قل التناسي. وقد ننسى.. أو قل قد نتناسى.. وقد تغلطنا الايام والاشهر والسنون.. وقد تبدلنا الاحداث... ولنفرض جدلا أن مرض النسيان قد يصيبنا أو يصيب البعض منا، فلا يمكن أن ننسى.. بل قل غير مسموح لنا البتة ان ننسى ما كنا عليه من انهيار وتدهور شمل مختلف المجالات ومختلف الطبقات.. وسائر المناطق.. وكاد يمضي ببلادنا وبأجيال بألمها الى الهاوية التي لا نخرج منها ولن نفلت من قبضتها الا بعد ان ندفع الثمن باهظا.. خياليا.. لا تقدر على تسديد أجيال متعاقبة. في كلمة واحدة، لنتذكر جيدا ولو البعض من آلامنا الاقتصادية.. والاجتماعية.. والسياسية وغيرها. في كلمة واحدة، قد نكون نسينا او تناسينا، ولكن المصلح زين العابدين بن علي لم ينس ولم يتغير. ... لم ينس أنه تونسي لحما ودما ... لم ينس أنه وطني تفكيرا وقناعة ... لم ينس أنه ابن الشعب البار ومن الشعب ... فكان جديا الى أبعد الحدود وكان صادقا وواقعيا الى ما لا نهاية له وكانت له قناعات ثابتة لم تتغير قيد أنملة بل قل لم يغيره كرسي الحكم.. ولم تغيره السلطة. ولنصارح أنفسنا ولنقلها عالية.. ألم تغير السنوات غيره من الحكام. ولنصارح أنفسنا.. ولنقلها عالية.. ألم تغير السنوات مجرد أشخاص عاديين. ولكن بن علي ظل.. .. مصرا على الاصلاح .. مدمنا على الوطنية .. مسكونا بالصدق .. بالجدية ... والنتيجة الطبيعية لكل هذه الخصال، وهذه القناعات.. والثوابت.. الاصرار المتواصل على رفع التحديات.. وربح المعارك الاستراتيجية اعتمادا على بُعد النظر الممزوج بالواقعية.. وكان التحدي الجديد الذي جعل تونس تخرج من معركة العولمة وبعد ذلك تبعات وانعكاسات أحداث 11 سبتمبر وما تلاها من تداعيات عالمية رهيبة مرفوعة الرأس.. متمركزة على المستوى الجغراسياسي دون أن تفقد اشعاعها العالمي. .. ومن تحد.. الى تحد .. ومن نجاح.. الى نجاح مع احترام الشعب وتطلعاته فلنتذكر جميعا البرنامج الانتخابي للحملة الرئاسية السابقة. لقد نُفّذ بكل دقة ومصداقية بل ان اضافات هامة أدخلت عليه.. مما يجعلني أقتنع مجددا وللمرة المليون.. ان الرئيس بن علي لم يقتصر على احترام شعبه بأن وضع برنامجا انتخابيا هاما، بل انه وعد الشعب التونسي ببرنامجه الانتخابي السابق دون ان يأخذ بعين الاعتبار الاداء على القيمة المضافة (T.V.A) ولذلك وجدنا أنفسنا في نهاية البرنامج الرئاسي بنسبة زيادة تبلغ 20 عن البرنامج الانتخابي الاصلي. ... وبعد هذا، هل هناك صدق وجدية اكثر من هذا. ... بل قل ان صدق وجدية ووطنية الرئيس بن علي تجعله ينافس نفسه بنفسه.. ما دامت وطنيته وصدقه وجديته تحثه دوما على الاستمرار في خدمة شعب بأسره أحبه وأخلص اليه. ... وهذا ما سيتجدد يوم 24 أكتوبر وهي نسخة حتمية وطبيعية جدا لمسيرة موفقة.. واصلاح متواصل.