من غرائب هذه الثورة المُباركة أنّها كشفت القناع عن نوع جديد من «الإرهاب» إنّه «إرهاب النخب» حيث يستغلّ البعض من هذه النخب ومنها الجامعية والإعلامية «ذات الصيت» موقعها للتنظير لتكبيل الإعلام وإسكات الأفواه ولجمها عن نقل الواقع واتهام الصحافيين بما ليس فيهم ، مثلما حدث ذلك خلال حصة تلفزيّة مؤخرا حيث انبرت شخصيتان وطنيتان (أي نخبويتان) أحدهما رجل والآخر امرأة في تصيّد ما اعتبراهُ كبوات «صحفيّة» و«إعلاميّة» وبحث عن الإثارة وطالبا هياكل المهنة بالتدخّل، والحال أنّ الشخصيتين قد مارستا نوعا من الانتقاء الغريب والعجيب في توجيه الاتهام، وما يستشفّ من كلامهما، وخاصة من كلام السيّدة المحترمة ، أنّ الإعلام يجب أن يكون في اتجاه واحد وأن يخدم صوتا بذاته وأن لا ينقل الوقائع وأن يبقى إعلاما مُوجّها كما كان دون اجتهاد ودون تطوير ودون تفاعل مع مستجدات الأوضاع وإعلاما جافا باردا لا يسعى إلى تحريك السواكن والمياه الراكدة بل يُلازم الصمت وإن أدّى الأمر إلى حجب الحقائق عن الناس. إنّ الإعلام الّذي لا يتصيّدُ الوقائع والأحداث المثيرة ولا يشدّ إليه القرّاء ليس هو الإعلام المطلوب اليوم. إنّ الإثارة الصحفيّة مطلوبة مادامت ترتكزُ على وقائع ملموسة وأحداث تابعها الناس عبر التسجيلات والفضائيات..فكيف تُنادي «تلك السيّدة» أن يُغمض الإعلاميون عيونهم ويطمسون أسماعهم حيالها وكأنّهم لم يروها ولم يسمعوها؟..