تختلف الحياة في تونس في رمضان لا سيما مع اقتراب ليلة النصف وما بعده حيث تشهد المدينة العربي بأسواقها أجاء خاصة. ويصبح الليل كالنهار كلّه حركة وحياة في أجواء من المشاعر الدينية العميقة والاحتفالات الخاصة بهذا الشهر الكريم. ولرمضان عادات كثيرة ومتنوعة، منها أن تنشط الأسواق والمحلات التجارية قبل وخلال أيام رمضان. وتغمر الشوارع حركة غير عادية تصل إلى أوجها في أواخر الشهر الفضيل مع حلول عيد الفطر، كما تتزين واجهات المقاهي وقاعات الشاي. وتكثر المعايدات بين الأهالي. من العادات الرمضانية التي كتب عنها الدكتور التونسي أحمد الطويلي عادات التهادي.. وكان قد كتب الكثير عن ذلك قائلا: عديدة هي الكتب التي تحدثت عن العادات والتقاليد التونسية في شهر رمضان الكريم منها كتاب «الهدية في العادات التونسية» لمحمد بن عثمان الحشايشي المتوفى 12 نوفمبر 1912، والذي حققناه وصدر بتونس سنة 2002 بطبعة أنيقة وورد الكثير عن احتفال التونسيين بشهر رمضان، وعن احتفال التونسيين به في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين؟ يقول المؤلف: «هذا الشهر العظيم من الأشهر الشريفة خصوصا وأن الله تعالى أنزل فيه القرآن وجعل صومه علينا فرضا وله شروط معلومة في الدين، مذكورة كلّها في باب الصوم من كتب الفقه». واقتصر الحشايشي على العادات الرمضانية بالبلاد التونسية، ذكر منها إكثار أهالي الحواضر والمدن من ألوان الطعام والحلويات في هذا الشهر ودعوة الصائمين للأحباء للعشاء عندهم «يصرفون في ذلك زيادة على العادة». وممّا يذكره الحشايشي إسراج جميع المآذن بالمصابيح ليلا، وإحياء الليالي بالألعاب المختلفة، وإسراج المساجد ليلا لأداء سنة التراويح. وفي منتصف رمضان تبتدئ أختام الحديث النبوي الشريف منها رواية ومنها دراية في جوامع البلد ومساجده ومدارسه، ويحضر الباي بنفسه في غالبها تبرّكا بالحديث الشريف، يقول الحشايشي: «أحسن العوايد وأفيدها ما اشتهر به أهل الحاضرة من اعتنائهم بأختام الحديث الشريفة دراية في مساجد الحاضرة وزواياها وأضرحة الصالحين».