تعد صالة الفتح أشهر الفضاءات التي تحتضن السهرات الفنية في ليالي رمضان، من خلال استقطابها لأبرز النجوم الغنائية التونسية والعربية، من ذلك أنها في سهرات رمضان 1945 فتحت أبوابها للغناء، الفكاهي وحيث كان الفنان صالح الخميسي نجم تلك السهرات في هذا المجال، فقد برع صالح الخميسي في هذا المجال بشكل لافت وأضفى على تلك السهرات مسحة من المرح والمواقف الساخرة الخفيفة التي تشع على النفوس التفاؤل والارتياح. وصالح الخميسي الذي سطع نجمه في مجال الفكاهة من عائلة ذات جذور أندلسية بدأ حياته بالعمل في النقش على الخشب وصناعة آلتي العود والناي ثم انضم بعد ذلك الى الرشيدية سنة 1938 ليتعلم العزف على الناي باشراف علي الدرويش الحلبي القادم من سوريا وخلفه محمد التريكي الذي سرعان ما ألحقه بالفرقة عازفا وفكاهيا بارعا في المعارضات الغنائية وتقليد الفنانين والمذيعين. وفي السنة نفسها التحق بالاذاعة حيث توطدت صلته بأشهر الأدباء والشعراء من جماعة تحت السور ومنذ 1944 أصبح لصالح الخميسي حضوره البارز على الساحة الفنية التونسية من خلال المشاركة وتنشيط العديد من السهرات الفنية... وفي رمضان 1945 فتحت صالة الفتح أبوابها لصالح الخميسي ليكون أحد نجوم الغناء الفكاهي والطريف والظريف. نجاحه وكسبه رهان تنشيط ليالي رمضان في صالة الفتح سنة 1945 فتح له المجال واسعا لمزيد تحقيق الانتشار حيث تعددت العروض من القاعات والكافيشانطات التي تزدهر كل رمضان لأجل أن يكون أحد نجومها غير أن صالح الخميسي كان له رأي آخر من خلال الوفاء للصالة التي فتحت له أبواب الشهرة على مصراعيها وصنعت مجده الفني. ويبقى صالح الخميسي بعطائه الفني الخفيف والظريف والطريف أحد أبرز الأصوات التي كتبت وساهمت في إثراء المدونة الغناذية التونسية بانتاج فريد وطريف.