مكتب نابل (الشروق) تتميز مدينة دار شعبان الفهري بتنوع أنشطتها الاقتصادية، حيث أنها تشتهر بالصناعات الحرفية كالنقش على الحجارة منذ ما يقارب الثلاثة قرون تفنن حرفيوها المهرة في إنتاج أروع المنقوشات التي تزين واجهات المباني و يحرص «الشعابنية» على جمالها وأصالتها. تطور فن النقش على الحجارة بمدينة دار شعبان الفهري حيث ابتدأ بالنحت على الحجارة قبل الاستقلال ثم وبنمو الأجيال واحتياجاتهم إلى مزيد من التقدم خاصة بعدما استقلت البلاد حيث تعددت الورشات وازداد الطلب على المنتوج من الفئات الميسورة فزينت واجهات المنازل والجوامع بالسواري والمحاريب، وفي مرحلة ما بعد التسعينات أقحمت هذه المهنة في جميع البناءات الحكومية وتكاد لا ترى منزلا بدار شعبان الفهري لا تحتوي جدرانه وواجهاته على الحجر المنقوش. منذ حوالي العقدين من الزمن، أصبح كل «شعباني» (نسبة إلى متساكني دار شعبان الفهري) يستعمل الحجر المنقوش لتزيين واجهات منازلهم كما استعملت أيضا في الفنادق السياحية حيث أضفت جمالا خاصا ورونقا على المدينة حيث يسميها العض بعاصمة النقش على الحجارة بالإضافة إلى كونها عاصمة للفخار والكروم والقوارص... فالحجارة بهذه المدينة كانت في أولها مقتصرة على الحجر الذي يتم استخراجه من جبل «عمرون» التابعة للمدينة وهي حجارة خلاياها ملتحمة نسبيا حيث يظهر على سطحها نوع من «الحروشية»، ثم جاءت بعدها الحجارة المعروفة بالقريوني وهي نوع أشد التحاما من سابقاتها فهي ملساء تعين الحرفي على التكيف والتأقلم معها، ثم بعد ذلك ظهرت أنواع أخرى من الحجارة تعرف بالفريشيش وهي حجارة ذات طيات متلاصقة فوق بعضها، ثم اكتشفت لاحق حجارة قصور السّاف التابعة لولاية المهدية وهو نوع جيد وإن فيه بعض العيوب التي وقع تحسينها فيما بعد، ثم أخيرا ظهر نوع آخر من الحجارة وردية اللون وهي ما يعرف بحجر قابس، مطواعة لكن أصلب من سابقاتها وتحتاج إلى مهارة أقوى وهي جميلة من حيث اللون يتم جلبها من مناطق الجنوب التونسي.