استقبل أمس الفلسطينيون الذكرى السنوية الرابعة لاندلاع انتفاضة الاقصى بوداع المزيد من شهدائهم ومجابهة المزيد من الاعتداءات الصهيونية المختلفة. أما الصهاينة فقد فرضت عليهم هذه الذكرى اعلان الاستنفار في وقت يعيش فيه الكيان الاسرائيلي هاجس العمليات الاستشهادية. وحلت أمس الذكرى الرابعة للانتفاضة التي دخلت في الوقت نفسه عامها الخامس، بينما العدوان الصهيوني يزرع الموت والدمار في كل الاراضي الفلسطينيةالمحتلة. ثمن الصمود وفي جنين التي تعد احد ابرز معاقل المقاومة والانتفاضة، حصد امس رصاص الجنود الصهاينة كهلا مختل المدارك العقلية كان يسير في الشارع بينما كانت القوات الاسرائيلية تفرض منع التجول داخل المدينة الواقعة في شمال الضفة الغربية. وسقط الشهيد صالح بلالو (47 عاما) اثر اصابته في البطن برصاص العسكريين الاسرائيليين الذين واصلوا اجتياح جنين ومخيمها لليوم الثاني على التوالي. واستشهد مساء امس فتى فلسطينيا في السادسة عشرة بعدما فتح جنود الاحتلال النار على متظاهرين فلسطينيين في مخيم جنين. وفي المخيم ذاته اعتقلت قوات الاحتلال الى غاية مساء امس حوالي 70 فلسطينيا. وفي بيت لحم بجنوب الضفة اصاب جنود الاحتلال بالرصاص الناشط في كتائب شهداء الاقصى عماد ردايده (25 عاما) ثم اعتقلوه و6 ناشطين اخرين ينتمون جميعا الى حركة «فتح». كما جرح فلسطينيان آخران من المدنيين خلال العملية التي نفذتها قوّة صهيونية في المدينة. واقتحمت امس قوة صهيونية اخرى مخيم طولكرم للاجئين واعتقلت 4 فلسطينيين على الاقل، كما اعتقلت فلسطينيا اخر قرب مدينة نابلس التي شهدت بدورها توغلا اسرائليا تخللته حملة مداهمات في البلدة القديمة. وفي منطقة الخليل اجبر جنود الاحتلال سائقي الشاحنات والسيارات الخاصة الفلسطينيين على دفع «اتاوات» مقابل المرور عبر الحواجز العسكرية وفق ما نقلته وكالة الانباء الفلسطينية عن مصدر موثوق به. وفي قطاع غزة قصفت امس القوات الاسرائلية بالرشاشات الثقيلة منازل المواطنين والاراضي الزراعية في بيت حانون بعد ان كانت قد دمرت الليلة قبل الماضية منزلا على الاقل في محيط مستوطنة نتساريم جنوبي مدينة غزة. وفي سياق الرد المستمر على الاعتداءات والجرائم اليومية التي تقترفها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين العزّل وممتلكاتهم قصفت امس المقاومة الفلسطينية مستوطنتي «سديروت» الصناعية و»شعار هانيغيف» الواقعتين في جنوبفلسطينالمحتلة، باربعة صواريخ. وسقطت ثلاثة صواريخ على المستوطنة الاولى فيما سقط الرابع داخل حدود الثانية. وجاء القصف غداة محاولة الاغتيال الاسرائيلية التي استهدفت محمد ابو نصيرة القيادي الميداني في الوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية التي يتركز وجودها في قطاع غزة حصرا. كابوس دائم وحلت الذكرى السنوية الرابعة لتفجّر انتفاضة الاقصى من الحرم القدسي الشريف بينما يعيش الكيان الصهيوني في ظل كابوس امني حقيقي بفعل الرعب السائد من العمليات الاستشهادية التي كانت من بين انجع الاسلحة التي استخدمتها المقاومة على مدى السنوات الاربع الماضية في المواجهة مع الصهاينة. وبسبب الرعب من العمليات الفدائية وضعت امس قوات الامن الاسرائيلية في حالة استنفار قصوى بمنطقة القدسالمحتلة. وذكرت مصادر عبرية ان الاستنفار اعلن اثر ورود معلومات الى اجهزة الامن الاسرائيلية تشير الى ان مقاومين فلسطينيين في الطريق الى المدينة المقدسة او الى المدن والبلدات الواقعة في محيطها لتنفيذ عملية فدائية او اكثر. وأضافت المصادر ذاتها انها المرة الاولى التي يرفع فيها مستوى التأهب الامني في منطقة القدس الى درجة تطلق عليها الاجهزة الامنية الصهيونية مصطلح «شبكة الصيد».