تمر الأيام والسنين والعقود وتنفلت من حياتنا كسرعة السهم ومعها تتراجع قدراتنا وتنهك وتظهر على محيانا آثار الإرهاق في شكل تجاعيد وربما علل ومتاعب وقد نصاب بمرض أو حالات نفسية معقدة. نقلّب وجوهنا في المرآة ونتصفح بعضا من الصور القديمة فنحنّ لأيام خلت ونتمنى لو تعود من جديد. ما من شك أن هوس الشيخوخة ما فتئ يؤثر على غالبية من الناس فتراهم يبحثون عن استعادة ما افتكّه الزمان من بشرتهم وجسمهم بصفة عامة ولهذا نشهد تكالبا على عمليات التجميل والكريمات المختلفة بحثا عن الزمن الضائع. لكن ماذا لو كان الحل كامنا في أجسامنا ولا يتطلب منا مثل هذا اللهث وراء الحلول الاصطناعية التي لا تخلو من الآثار الوخيمة؟ ماذا لو استعادت بشرتنا بريقها ولمعانها ورطوبتها دون اللجوء لهذه الوسائل الباهظة والتي لا يقدر عليها سوى أصحاب المال؟ هل هناك فعلا ما يجنبنا الشيخوخة ؟ ألا يمثل هذا البحث في حد ذاته مرضا من أمراض العصر وعدم انصياع للزمان ولقانون الحياة؟ في غمرة البحث عن الجوهرة المفقودة اكتشف العلماء فجأة مادة يفرزها جسمنا ذات مفعول يتجاوز ما قد يتصوره الخيال. هي مادة تحميك وتحمي صحتك وبشرتك وتجعلك تتقدم في السن دون عناء وتجنبك الأمراض وهي لعمري واحدة من أهم المواد التي يكتشفها العلم كل يوم والمفيدة لا فقط للبشرة ولكن للصحة إجمالا. رغم أن هذه المادة لا تحظى باهتمام كبير في فرنسا فهي كثيرة الاستعمال في بلدان آسيا والولايات المتحدةالأمريكية والبلاد الإسكندنافية بل إن أطباء القلب هناك يصفونها لمرضاهم ويحصلون على فوائد صحية جمة. لقد التقفت وسائل الدعاية سواء التلفزيون أو وسائل الاتصال الاجتماعي أو المجلات هذا الاكتشاف الذي راج في العالم وأصبح سلاحا هاما لضمان الصحة والعافية. مع كامل الأسف فإنه في بلادنا وبالخصوص في الأوساط الطبية التي تربّت على النهج الفرنسي هناك عزوف يكاد يكون تاما عن المكملات والمغذيات والمقاربات الطبيعية إجمالا وعن هذه المادة بالذات. في سنة 1957 وبينما كان شاب يقلب في المجهر في لحم عجل اكتشف فجأة مادة صفراء. راجع كل المعلومات والدراسات وقلّب في الكتب والمجلّدات ولكنه لم يجد أثرا لها. قرر الذهاب إلى نيويورك لإعلام أستاذه بما سيكون اكتشاف حياته. في الحقيقية، لقد اكتشف هذا الباحث الشاب أنزيم Q10 (CoQ10). صدفة ودون أن يعلم مدى أهمية هذا الاكتشاف. ثم جاء دور اليابانيين الذين اكتشفوا خصائصه العلاجية في أوائل الستينيات بعد ملاحظة أن الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب لديهم كميات منخفضة من هذا الأنزيم. بعد 20 عامًا تحصّل بيتر ميتشل على جائزة نوبل في الكيمياء من خلال اكتشاف خواص هذا الجزيء. لقد أثبت هذا العالم أن الكوانزيم ك10 (CoQ10) هو طاقة نقية. إنها وبتعبير العلماء والمختصين «شرارة الحياة» بما أنها هي المسؤولة عن استقلاب الطاقة. CoQ10 مسؤول عن الملايين من الأشياء التي يفعلها جسمك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للحفاظ على صحتك. هو حاضر في كل خلايا جسمك يجعل قلبك ينبض، يدعم مناعتك ويطرد البكتيريا السيئة، يجعل دماغك ينشط ويتذكّر ويفكّر ويحلّل ويفهم ويحافظ على صحّة بشرتك. عقلك هو المستفيد الأول من مستوى CoQ10 الجيد. مع تدفق هذه الطاقة عبر عروقك تكون محميًا من الفيروسات والميكروبات.