تونس (الشروق) لمحاربة ظاهرة تراكم النفايات والأوساخ وتحويل النقاط السوداء الى نقاط مضيئة، واصل رجل الاعمال التونسي الاسعد الزواري ابتكاراته ليقدم هذه المرة اختراعا جديدا امتزج فيه الجانب الجمالي بالبيئي والصحي من خلال تصاميم مختلفة من الحاويات الذكية. واكد صاحب المركز الثقافي «ريحة البلاد» هذا الفضاء الهندسي الذي أنجز على أنقاض مصب للفضلات فلخص عمق الأصالة التونسية بمكوناتها الثقافية وخصوصياتها المعمارية والهندسية، ان الانتشار الملفت للانتباه للفضلات داخل المدن وانتشار الروائح الكريهة والمنظر المقرف في الوقت الذي تسعى فيه تونس لان تكون قبلة للسياح، ولدت لديه فكرة تطوير الحاويات وادخال تغييرات عديدة عليها . واوضح ان التصاميم الجديدة للحاويات الذكية التي اخترعها حديثا تختلف كل الاختلاف عن تلك التي عهدناها تغزوالشوارع والانهج والأزقة التونسية دون ان تفلح في حفظ الأوساخ والنفايات التي نراها يوميا متناثرة هنا وهناك بجانب الحاويات «التقليدية» المستوردة والتي تكبد الدولة سنويا المليارات وفق تعبيره . وكشف الزواري عن اختراع نوعين من الحاويات المخصصة للشارع إلى جانب حاوية ذكية كبرى تعمل بالطاقة الشمسية لها طاقة استيعاب كبيرة للفضلات تتجاوز 2 طن سيتم تركيزها بالمستشفيات والعمارات والاحياء مشيرا الى انها تعمل وفق مقاييس وضوابط دقيقة لابدّ من احترامها للمحافظة عليها وتمتد صلوحيتها إلى 5 سنوات ما من شانه ان يوفر فائدة كبيرة للبلديات علاوة على توفير الوقاية اللازمة لأعوان النظافة . واضاف الأسعد الزواري ان هذا الاختراع الجديد الذي مزج بين الجانب الجمالي والبيئي والصحي من شانه حفظ النفايات بطريقة لا تسمح بانبعاث روائح كريهة ولا تسمح بتناثر النفايات وتكومها خارج الحاوية كما انها ملائمة في استخدامها من قبل «البرباشة» لما تحمله من تقسيم وفرز للفضلات ولبقايا الخبز والبلاستيك والملابس المستعملة من خلال احتوائها لصناديق خلفية خصصت للغرض حتى لا يتم وضع هذه النفايات مع الفضلات المنزلية العضوية التي توجد في مأمن من الحيوانات الأليفة والحشرات . واضاف ان هذه الصناديق الخلفية سهلت مهمة البرباشة في عملية الفرز حتى لا يتعرضوا للجروح اواي أذى اخر خلال عملية معالجة النفايات كما سهل الفرز لمن يرغب في تطوير مشروع رسكلة النفايات . واوضح الزواري ان طاقة استيعاب هذه الحاويات تفوق بكثير طاقة استيعاب الحاويات الكلاسيكية وهي مجهزة بلوحات للافتات اشهارية تساهم في نشر الثقافة البيئية لدى عموم المواطنين .مضيفا انه تم كذلك اختراع حاويات منزلية يقع تركيبها على حائط المنزل سهلة الاستعمال تفتح من الداخل لأصحاب المنزل ومن الخارج لأعوان النظافة وبالتالي يسهل تنظيفها ويقع تجنّب الروائح الكريهة ووصول الحشرات ونبش القطط فيها. واشار صاحب مشروع الحاويات الذكية الى انه يطمح لان يقع تعميم تجربته التي لقيت رواجا كبيرا وتفاعلا إيجابيا من قبل مختلف السلط المعنية لتصل الى مختلف ولايات الجمهورية لزرع الثقافة البيئية لدى المواطن ومزيد التشبع بها والحفاظ على جمالية تونس .