تونس (الشروق) بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة 14 جانفي 2011 ووسط حشد عمالي ونقابي واسع ببطحاء محمد علي ، ندد المتظاهرون بتردي الوضع المعيشي في ظل ارتفاع الأسعار وتجميد الاجور و"ارتهان "القرار السيادي الوطني مهددين بالتصعيد . قبل انطلاقهم في مسيرة سلمية الى الشارع الرمز «الحبيب بورقيبة» الذي احتضن مختلف الاطياف الساسية والفكرية والاجتماعية ، تجمع العمال والنقابيون ببطحاء محمد علي رافعين شعارات عديدة ومختلفة منددة بالتدهور غير المسبوق لمقدرتهم الشرائية وبالظروف السيئة التي بات يعانيها العامل في مختلف القطاعات والأسلاك و"بعجز "الحكومة عن معالجة الازمة الشاملة التي تعيشها تونس نتيجة سياساتها المرتهنة لقرارات الدوائر العالمية وفق تعبيرهم . مئات المتظاهرين تعالت أصواتهم وهتافاتهم التي ادانت حياد الثورة عن مسارها وأهدافها التي قامت من اجلها وطالبت بضرورة إيفاء الحكومة بتعهداتها تجاه شعبها وعبرت عن استنكارها من تعثر سير المفاوضات مع المركزية النقابية بخصوص الزيادة في أجور اعوان الوظيفة العمومية والقطاع العام مؤكدين تمسكهم بتنفيذ اضراب 17 جانفي الجاري والتصعيد في نسق الاحتجاج ردا على السياسة المعتمدة في التعامل مع الاتفاقيات المبرمة بين الحكومة والهياكل النقابية الممثلة للطبقة الشغيلة . شعارات "الاتحاد مستقل والشغيلة هي الكل "،"الزيادة استحقاق يا عصابة السراق "،"شادين شادين في حقوق الشغالين" ، "حق العامل مش مزية ولا صدقة من الرأسمالية" ،" يا حكومة عار عار والاسعار شعلت نار " وغيرها من الشعارات الاخرى رفعها المتظاهرون بحماس كبير لتتصاعد وتيرتها وتبلغ حد المطالبة باستقالة الحكومة. ووسط زخم الشعارات وحالة الغضب التي ميزت الجوالعام ببطحاء محمد علي توجه الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي بخطاب شديد اللهجة اكد من خلاله ان الاتحاد لن يتراجع قيد انملة في الدفاع عن مطالب منظوريه من مختلف القطاعات والأسلاك بعيدا عن سياسة المماطلة والتسويف مشددا تمسكه باضراب 17 جانفي الجاري ردا على ما وصفه بتراخي الحكومة في الاستجابة لمطلب الزيادة في اجور الوظيفة العمومية والقطاع العام . وقد لقي خطاب الامين العام للمركزية النقابية تفاعلا كبيرا من قبل المتظاهرين الذين هتفوا طويلا مرددين شعارات عديدة على غرار " الاتحاد هوالكل يا حكومة الفشل "و"بالروح بالدم نفديك يا اتحاد " وغيرها من الشعارات الاخرى التي وجهها المتظاهرون لحركة النهضة متهمين اياها بضلوعها في شبكات تسفير الشباب الى بؤر التوتر وفي ملف الاغتيالات والاٍرهاب . وقد شهد هذا التجمع العمالي موجة من الغضب والاستياء التي عبر عنها الشغالون من مختلف القطاعات التي تخوض هذه الفترة سلسلة معارك مع مختلف الوزارات في سبيل الانتصار لمطالبها ولمستحقاتها المضطهدة نتيجة «فشل» الحكومة في ايجاد الحلول الجذرية الممكنة وتورطها وفق تعبيرهم في سياسات مرتهنة لقرارات الدوائر المالية العالمية حتى بات المواطنون عاجزين عن تأمين ابسط المواد الغذائية الاساسية والأدوية جراء انهيار المقدرة الشرائية من جهة وفقدان بعض المواد من السوق من جهة اخرى . مطالب عالقة وجدد المتظاهرون تمسكهم بمختلف المطالب العالقة سواء تلك المضمنة في محاضر اتفاقيات سابقة بين نقاباتهم العامة والوزارات المعنية أوتلك التي لازالت محل تفاوض بين أطراف التفاوض معبرين عن استنكارهم مما وصفوه ب« الانقلاب» على محاضر الجلسات ومهددين بالتصعيد ومواصلة الاحتجاج الى حين الاستجابة لحزمة مطالبهم العالقة . واشار الشغالون الى انه لا بديل للحكومة سوى تفعيل تعهداتها بعيدا عن سياسة لي الذراع التي لن تحل الازمة الحاصلة محذرين اياها من مزيد الدفع نحوالهاوية عبر خياراتها وسياساتها الخاطئة داعين اياها الى ضرورة تعديل البوصلة خدمة للملفات الاجتماعية والاقتصادية المفتوحة على مصراعيها وان تضع نصب أعينها مصلحة البلاد ومصلحة شعبها . وبعد انتهاء خطاب الطبوبي توجه النقابيون والعمال في مسيرة سلمية طوقتها العناصر الأمنية الى شارع الحبيب بورقيبة اين احتشد الاف المتظاهرين من مختلف الأطياف السياسية ومكونات المجتمع المدني احتفالا بذكرى ثورة 14 جانفي ، ذكرى معركة "الشعب يريد " فالتحمت الأصوات وتعانقت الشعارات واختلفت رايات الأحزاب باختلاف توجهات سياسييها ومنظوريها .