جندوبة «الشروق»: في نسخة تنم عن ذوق مرهف وعنوان يحمل دلالات ومعاني غزيرة ازدانت المكتبة الشعرية في تونس بمولود شعري للشاعرة منية صالح الوسلاتي. «أول جمرات الثلج» عنوان اختارته الشاعرة ليختزل تجربة لرحلة البحث عن الذات علها مع تأججها تذيب «جمرات الثلج» فتصبح لغة القلم رقيقة بإحساس رقيق حمل أفكارا جمعت بين الرومنسية بقلم أنثوي يحمل معاني التحدي وبين حلم العيش بين أحضان الحب والسلام وذكريات الاحياء والأموات وذكريات طفولة حالمة وبلد يشتاق القلب إليه. 23 قصيدة جادت بها قريحة الشاعرة منية صالح الوسلاتي لتؤكد بعبارات سلسة ورقيقة انها امرأة «ليست ككل النساء» و»ظلم البشر» و»الرحلة إلى المجهول» و»لعنة المرأة» و»الفراغ» لن يكون لها جميعها مكان مادامت الشاعرة قد رسمت صورة جميلة عنوانها «حبيبي الله» و»دلال» المحب ومحبة «أمي» والحبيب الذي كان عنوانه «انت والوجود» و»توأم الروح». فحتى «ظلم البشر « الذي عمق الهوة الوجودية بين الرومنسية الشاعرة وجبروت الآخر الذي جعل الشاعرة تطلق « صرخة مكتومة « حينا وصرخة « غريق» أحيانا تذوب جميعها تحت اجيج جمرات تذيب الثلج وتجعل الشاعرة تصرخ علنا في وجه الظلم والجحود والليل وظلامه بان « حسبي الله « . كلمات واخلاجات لم تكن من « فراغ « وإنما تنم عن ميلاد شاعرة قادمة على مهل ولن تكون كتاباتها وإصداراتها « أولجمرات الثلج» ولا آخرها لأن ديوانها الجديد الذي اختارت له عنوان «الغد الأجمل» ستكتمل فصوله عما قريب.