تونس الشروق: تغيرات في الطقس ستشهدها البلاد خلال هذه الايام مما يثير اسئلة حول مداها، وامتدادها خاصة وأن الفترة فترة عطلة عادة ما يستمتع فيها التلاميذ والطلبة بفسح عائلية. لكن الأسئلة الأكثر جدية تتعلق بوضعية السدود وإمكانيات حدوث فيضانات بعد موسم ممطر هذا العام. تحدث المعهد الوطني للرصد الجوي أمس عن عودة موسم الأمطار. واشار إلى تساقط أمطار بكميات هامة محليا مع انخفاض في درجات الحرارة. ومن المنتظر أن تكون الأمطار مؤقتا رعدية بأغلب الجهات وبكميات هامة محليا بمناطق الشمال والوسط حيث يتراوح المجموع اليومي بين 40 و60 مم ويمكن أن يصل 100 مليلتر. ويبدو أن درجات الحرارة في طريقها إلى الانخفاض لا سيما مع حلول يوم الخميس 21 والجمعة 22 مارس، لتصل إلى ما بين 0 و5 درجات بالمرتفعات الغربية وما بين 5 و10 درجات ببقية الجهات بينما تكون القصوى بين 10 و15 درجة في حدود 8 درجات بالمناطق الغربية مع إمكانية سقوط الثلوج بالمرتفعات. ويتزامن تغير الطقس مع رياح قوية تثير الرمال بالجنوب وتصل إلى حدود 90 كلم مع ظهور سحب رعدية وهيجان البحر وفقا لبلاغ عن المعهد الوطني للرصد الجوي. استعدادات واستنفار «عقدنا لجنة الطوارئ واتصلنا بكل الولاة والمندوبيات الجهوية لمتابعة الأوضاع والتأهب للتدخل عند لزوم الأمر في الولايات المعنية، لكن عموما الأمطار ستكون في جهة الوسط، وهو أمر جيد باعتبار أن سدود هذه المناطق هي التي تشكو نقصا أكثر من غيرها. كما نعتقد أن التساقطات في بقية مناطق الشمال لن تكون سببا في الفيضانات باعتبار أن منسوب السدود الحالي هو مليار و700 ألف متر مكعب مقابل طاقة جملية للاستيعاب ب 2 مليار و700 ألف متر مكعب.» هذا ما صرح به كاتب الدولة للموارد المائية عبد الله الرابحي ل»الشروق» والذي أشار إلى أن الوزارة بصدد متابعة وضعية المياه ومستعدة لكل السيناريوات المحتملة. وسيتم العمل على مراقبة الأودية والبحيرات وتحويل المياه من سد إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى حسب درجة الامتلاء. ويهم التأهب والاستعداد والمتابعة مناطق مثل القيروانوسليانة ونابل، وتتواصل درجة اليقظة القصوى طيلة يومين وهي فترة تواصل التساقطات المتوقعة بداية من ليلة الخميس. ونفا كاتب الدولة أن تكون سعة السدود قد امتلأت أو أنها غير قادرة على استيعاب كميات إضافية من مياه الأمطار. في المقابل أشار إلى عمل الوزارة واستنفارها من أجل المتابعة واليقظة في الاماكن المعنية بالتساقطات والفيضانات، وسيتم تسجيل وملاحظة درجة امتلاء الخزانات والسدود بدقة، وتحويل المياه من منطقة ممتلئة إلى أخرى خزاناتها فارغة عند الحاجة، وهو ما قد يقع بين سدود منطقة سليانة وزغوان باعتبار أن سد نبهانة مازال فارغا وقادرا على استيعاب كميات كبيرة من الأمطار. كما سيتم متابعة الوضع وتحذير الأهالي في جهة وادي مجردة في صورة وجود تهديد بالفيضانات وغمر المساكن المتاخمة للوادي. استعدادات وطوارئ حسب مصادر مطلعة من وزارة الفلاحة والموارد المائية، فإنه وتبعا للبلاغ الصادر عن المعهد الوطني للرصد الجوي حول التقلبات الجوية المرتقبة والمتمثلة في امكانية نزول أمطار بكميات محليا هامة بمناطق الشمال والوسط، فقد اجتمعت أمس الثلاثاء بمقر الوزارة، لجنة اليقظة ومتابعة الوضع المناخي تحت اشراف السيد عبد الله الرابحي كاتب الدولة المكلف بالموارد المائية والصيد البحري. وبعد تدارس الوضع، أوصت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري المواطنين بتوخي الحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة وعدم الاقتراب من كل المنشآت المائية على غرار السدود والبحيرات الجبلية ومجاري الأودية. كما دعت إلى رفع المضخات من الأودية، و عدم ترك المواشي في الخارج والحرص على وضعها داخل الاسطبلات وإبعادها عن مجاري الأودية، و جمع الآلات الفلاحية بالضيعة والتجهيزات ووضعها في مكان أمن، إضافة إلى إعادة التثبت من متانة تركيز البيوت المكيفة تحسبا لهبوب رياح قوية. كما دعت الوزارة البحارة الى توخي الحذر وعدم المجازفة والإبحار وأخذ الاحتياطات اللازمة الى غاية تحسن الاوضاع الجوية.