بلغت نسبة مخزون السدود الى غاية يوم أمس 1819.100 مليون م3، أي نسبة امتلاء تقدر بحوالي 81 %، حسب مصادر مطلعة من وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري. ويذكر أن طاقة استيعاب هذه السود تفوق 2.2 مليار متر مكعب من المياه (تقدر ب2252 مليون متر مكعب). تونس (الشروق) وتقدر الكميات المسجلة من المياه في السدود حسب تصريح لوزير الفلاحة سمير بالطيب بالبرلمان أمس ضعفي كميات العام الماضي، مسجلة بذلك تطورا ملحوظا. وتشير الخريطة التي وضعتها الوزارة إلى وجود 33 سدا في تونس يتوزعون على مناطق الوسط والشمال بصورة خاصة. وقد قارب بعضها على الامتلاء بعد التساقطات الأخيرة. وعلى سبيل المثال شارف سد سيدي سالم، أكبر سدود البلاد على الامتلاء حيث بلغت نسبة امتلائه حوالي 98 %، بعد أن حقق إيرادات بحجم 571 مليون متر مكعب. كما بلغت نسبة امتلاء سدّي بئر المشارقة بزغوان وبريرة بجندوبة وسد سليانة 100 %، بينما تجاوزت نسبة تعبئة أغلب السدود الواقعة في شمال البلاد 90 % . وخلال حديث مع مصادر مطلعة من وزارة الفلاحة حول الاستعدادات لمجابهة إمكانيات فيضان السدود لا سيما مع وجود فرضيات كبيرة حول تواصل التساقطات والأمطار خلال شهر أفريل، بينت مصادرنا أن الوزارة تقوم في كل مرة بجلسات طارئة واستعجالية لتنفيس السدود أو تحويل المياه من منطقة إلى أخرى. وتمت الإشارة إلى أن كميات الأمطار المسجلة في مختلف أنحاء الجمهورية طيبة. وبينت مصادر مطلعة أنه تم تسخير كل الامكانيات البشرية واللوجستية بالمندوبيات الجهوية للفلاحة بالولايات المذكورة وبالجهات المجاورة، لمتابعة الأوضاع والتدخل عند اللزوم. كما تقوم لجنة اليقظة بمتابعة الوضع المناخي مع منظوريهم بالمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية بالولايات المعنية بفيضانات السدود وإمكانيتها كلما اقتضى الأمر. ويذكر أن لجانا اجتمعت وحذرت من البناء الفوضوي جانب الأودية والسدود تجنبا للفيضانات المحتملة كما تم فتح ملف اسباب عدم جهر عدد من السدود لرفع طاقة استيعابها، لكن يبدو من خلال المسؤولين أن تكلفة الجهر مرتفعة مما يجعل عملية إنشاء سدود جديدة افضل. ويشدد الخبراء في المياه على ضرورة الاستغلال الأمثل للمياه حيث أنه يتم استغلال كمية لا تتجاوز 4 مليار متر مكعب من المياه السائلة، فيما تذهب ال10 مليار متر مكعب المتبقية نحو البحر. وكان الدكتور في اقتصاد المياه جلول الصغاري قد تحدث للشروق عن معاناة تونس من مشكل كبير في سيلان المياه المتأتية من الأمطار، فرغم الفيضانات لم نتمكن من الاستغلال الأمثل للمياه التي تذهب هباء نحو البحر دون التمكن من استرجاعها. وهو ما ذكره في كتاب له صدر منذ أشهر. وتحدث عن ضرورة معالجة مشاكل سيلان المياه من خلال الإرادة السياسية الواضحة والاستثمارات الكبرى خاصة وأن مشاكل المياه من أكبر التحديات بالنسبة إلى الأجيال المستقبلية. وقال إن حل مشاكل المياه يعني حل مشاكل الفلاحة وعدم ترك البلاد في حالة تبعية، وأن للبلاد طاقات كبرى وثروات يجب استثمارها.