تونس «الشروق» طرحت الدعوات العلنية المتكررة الصادرة عن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ليوسف الشاهد بالعودة الى حزب حركة نداء تونس العديد من الأسئلة ولعل أبرزها، هل سعى إلى توريطه في خيارين ملغومين؟ انطلقت دعوات الرئيس الباجي قائد السبسي لرئيس الحكومة بالعودة الى حركة نداء تونس منذ خطاب 20 مارس ثم اثناء القمة العربية وخاصة في لقاء مع العاهل السعودي الذي اعتبر وسيطا في تلك المسألة وخلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر النداء وجه دعوته مرة اخرى. خوف دخل الباجي في مسار علني كان يمكن ان يناقش بينه وبين الشاهد قبل الاعلان عنه لكنه أراد أن تكون مساعيه علنية بغض النظر عن موقف رئيس الحكومة من مقترحه ما جعل الأخير هو المسؤول بعد ذلك عن موقفه من النداء وبالتالي من الطرح السياسي خاصة لهذا الحزب فهل سعى مؤسس النداء لحشر الشاهد في الزاوية أم لإعادته فعليا؟ لتحليل مواقف الرئيس اتصلنا بالدكتور عبد اللطيف الحناشي أستاذ التاريخ المعاصر والمحلل السياسي وقال «بعد أسبوع تقريبا سيعقد مؤتمر تحيا تونس وطرح هاته المسالة قبل المؤتمر، لقد أراد الباجي قائد السبسي من خلاله ان يرفع يده تاريخيا عن الشاهد بان يقول انا دعوته ووضعه بين أمرين لتحميله المسؤولية وهنا تطرح مسالة لماذا؟ هل لنداء تونس ام لابنه ام لغاية أخرى خاصة وانه مازال مترددا في مسألة الترشح ولكن ان يطرح المسالة بذلك الشكل فيه شيء مخفي وليست واضحة بشك كامل». وتابع محدثنا «هو سعى ليس فقط خلال الفترة الماضية لإعادة الشاهد وهو ربما يؤشر على ان تحيا تونس بصدد التقدم واكتساح ساحة الندائيين وما قد يشكل من خطر عليهم وبالتالي هناك اغراء للشاهد لينضم الى النداء لتقوية خيار النداء». وأوضح عبد اللطيف الحناشي بالقول «حتى بعيدا عن توظيف العائلة فانه يرغب في ان يبقى نداء تونس هو العائلة وكيف سيذكره التاريخ مستقبلا كمؤسس لحزب تواصل في الساحة السياسية هنا نرى تأثره بالحبيب بورقيبة في كل خطواته وفي اعتقادي هذا هدفه وهو ما يصب في صالح ابنه اذا حصلت العودة، بشكل عام هو نوع من الإحراج للشاهد ومحاولة لإبعاد من ذهبوا معه وبقوا مترددين على أساس انه سيقول قام بكل ما يمكنه لإعادة الشاهد وإعادة الحزب». الفخ وحول النقطة التي أضيفت الى اللائحة السياسية للنداء والتي تفيد بمقاطعة الاحزاب الدينية وان كانت ستزيد من احراج الشاهد مهما كان قراره قال محدثنا «في الممارسة السياسية لا يعني شيء مقاطعة الاحزاب الدينية وهو فقط شعار لكسب الانصار هو قالها في السابق خطان متوازيان والآن عاد الى نفس اللعبة لكن السياسية لها واقعها وسلوكها ومن يضمن ان لا يحصل تحالف بين النهضة والنداء مستقبلا هي عودة ذات طابع ايديولوجي ومن الصعب ان يتم الالتزام بها «. واضاف «وبالقول الأحزاب ذات المرجعية الدينية هل ان النهضة مازالت بمرجعيتها الدينية خاصة بعد المؤتمر العاشر لكن هناك 11 حزبا ذا مرجعية دينية وانا شخصيا قمت ببحث حولهم وباستثناء السلفيين الأغلبية لا تنادي بتطبيق الشريعة وتساهم في العملية السياسية واعتقد بالتالي انها تدخل في اطار الحملة الانتخابية السابقة لأوانها وعودة الى النقطة الأولى الصراع الإيديولوجي وليس البرامج الاقتصادية والاجتماعية والثقافية». وحول موقع الشاهد من تلك الدعوات المتكررة لرئيس الجمهورية قال الدكتور الحناشي «على المستوى الحزبي الشاهد في موقع حرج كانه دفعه الى فخ ويحاول تقليص التزام الشاهد لأنه بالأساس من النداء وبالتالي هو يعمل على استقطاب الغاضبين خاصة بالتوازي مع المؤتمر والتمديد في المؤتمر يؤكد وجود خلافات شديدة بين الندائيين وهناك أناس لم يحسموا أمرهم بعد بين الحزبين وبالتالي هناك نوع من الخوف من مشروع الشاهد ان صح عليه قول المشروع، الغريب أن الشاهد الى الان لم يعلن بصراحة انه جزء من تحيا تونس فليس له موقع حزبي محدد وهو ما يجعل الباجي يتخيل انه يمكنه ان يستقطبه الى صف نداء تونس «. اذن فعلا هناك فخ حسب محدثنا في مسعى رئيس الجمهورية فان قبل الشاهد بالعودة سيتخلى عن حزبه الجديد الذي لم ينتم رسميا الى صفوفه بعد ويعود جزءا من حزب لطالما هاجمه وان لم يعد يكون قد خسر من ناصره من المترددين حيث لن تكون له حجة معهم كما انه سيكون ضد التوجهات الجديدة للنداء والتي أقرها المؤتمر الانتخابي الاول فماذا سيكون خيار الشاهد؟