لا يمكن البتة تجاهل او التغاضي عن دور سيد شطا في نحت مسيرة فتحية خيري الفنية الذي اولاها اهتماما خاصا منذ 1942, السنة التي قرر فيها الاستقرار النهائي بتونس، حيث قدم لها حوالي ال 40 اغنية على مسيرتها الغائية لعل من أهمها « ان بنت الريف الفلاحة» و « اترى اذكرينني» و» ما ثناها» و « وردة حبي» ... وغيرها من الالحان الخالدة في ذاكرة كل أنصار والمتيمين بالألحان الطربية التونسية. كبر طموح فتحية خيري بشكل لافت، وأصبحت واحدة من أشهر الأصوات الغنائية على المستوى الوطني، اشعاع بلغ صداه البلاط الملكي، فكان ان طلبها احمد باي الثاني الالتحاق الى فرقة المغنيات التي أسسها وهي خاصة بالغناء له في المناسبات والاعياد الدينية هذه الفرقة مؤلفة من مغنيات يهوديات ومسلمات، وكان احمد باي الثاني يغدق عليهن العطايا والهدايا الثمينة.. ومع وفاة احمد باي الثاني، حل مكانه المنصف باي الذي اعتلى العرش الحسيني يوم 19 جوان 1942, وكانت فتحية في مقدمة المطربات الاتي احتفين بهذه المناسبة، وقد رفعت هذه المبادرة من شأنها لدى الباي الذي افرد لها اهتماما خاصا كانت فتحية خيري سعيدة وفخورة بهذه الحظوة الخاصة من المنصف باي , وكانت تطمح في ذات الوقت الى كسب المزيد من المجد الفني ...وكانت تواكب بكل دقة كل ما تعيشه الساحة الفنية التونسية في تلك الفترة ..من ذلك تعطل مشروع احمد الغربي صاحب المقهى الكائن باب سويقة , والمعروف ب»روضة الأندلس» ...كان طموح احمد الغربي احداث فضاء جديد للغناء واحياء السهرات الفنية والموسيقية لشهر رمضان , غير انه في كل مرة يتم رفض هذا الطلب من السلط المسؤولة .....الامر الذي دفع به الاتصال بفتحيه خيري طالبا منها التوسط له لأجل كسب رهان بعث هذا الفضاء لم تتردد فتحية خيري في تلبية الرغبة ونجحت في مسعاها ليتم الإعلان عن تأسيس هذا الفضاء في نهج الكبدة ببطحاء باب سويقة، واعترافا لما قامت به فتحية خيري أطلق احمد الغربي اسم « صالة الفتح» على هذا الفضاء واعتبارا للمكانة المرموقة لفتحية خيري التي عشقها وهام بها كل من في القصر الملكي وخارجه على حد السواء. يتبع