تألق وتميز وشهرة فتحية خيري في الساحة الفنية التونسية لم يحل دون التفكير في حياتها كإمراة فاتنة تضج بالأنوثة، تحدوها رغبة في تكوين اسرة يكتنفها الحب ويوفر لها الاستقرار الذي يساعدها على المزيد من كسب رهان النجاح الفني بعيدا عن المضايقات والتعطيلات مهما كان مأتاها ودرء الالسنة السوء ... تزوجت فتحية خيري رجلا ثريا من جهة زغوان انجبت منه ولدا اختارت « فريد» اسما له لم يعمر هذا الزواج طويلا، في ظل سوء المعاملة التي كانت تلقاها فتحية من زوجها الذي من فرط الغيرة طلبها بالتوقف عن الغناء والاهتمام بشؤون المنزل ... طلب تقبلته فتحية خيري عن مضض ورغما عنها. وهو ما اثار حيرة المقربين منها والأصدقاء الذين حرضوها على الطلاق منه استنجدت فتحية بالمنصف باي الذي تدخل مجبرا الزوج على تطليق فتحية وهو ما تم فعلا.. تدخل المنصف باي في شانها العائلي و» تحريرها» من سجن زوجها أكد لها الحظوة الكبيرة التي تلقاها من قبل الباي لم تقف فتحية خيري مكتوفة اليدين امام هذا الموقف للمنصف باي فبادرت الاتصال بالشاعر عبد الرزاق كرباكة وطلبت منه تأليف اغنية تكون هديتها للمنصف باي الذي اصطفاها لمرافقته في جولة بحرية على متن سفينته الخاصة، وطلبت من الملحن قدور الصرارفي صياغة لحن لهذا النص الغنائي الذي يقول مطلعه: بابورينو سرى عالنسمة شرق الموج الحي هازز فوقو عز الامة سيدي المنصف باي كانت فتحية خيري تمني النفس بتقديم هذه الاغنية بين يديه ولكن حدث مالم يكن يخطر على بالها بعد انتصار الحلفاء على قوات المحور في الحرب العالمية الثانية فصبت فرنسا المنتشية بهذا الانتصار كل حقدها وغضبها على المنصف باي بعزله ونفيه الى منطقة الاغواط بالجزائر، وبعد ان تدهور وضعه الصحي تم نقله ال «تونس» ثم الى الجنوب التونسي. انتاب الم كبير فتحية خيري شأنها في ذلك شان كامل الشعب التونسي للمعاملة السيئة التي كان المنصف باي عرضة لها من قبل قوى الاستعمار الفرنسي الغاشم.. الم كبير وهي التي كانت لها مكانة خاصة عند الباي. لم تنس فتحية خيري كرم المنصف باي لها و فظلت محافظة على حضوره في ذاكرتها من خلال تقديم هذه الاغنية في صالة الفتح والنوادي والحفلات الخيرية والمناسبات الوطنية.. انها مثال الوفاء الذي تربت عليه ولم تحد عنه قيد انملة على امتداد حياتها. يتبع