تونس (الشروق) تقع مدينة سيدي بوسعيد الشهيرة في الضاحيةالشماليةالشرقيةلتونس العاصمة وتطلّ في شموخ وبهاء على كلّ من قرطاج–المرسى – قمرت – حلق الوادي وخليج تونس. وتنتصب المدينة الساحرة بأعالي ومنحدرات وصخور جبل سيدي بوسعيد الذي يحتفظ بطبيعة عذراء تغطيها الأشجار والأعشاب والأزهار التي تعانق زرقة البحر ورماله الصافية واليابسة التي تحتضن متجمّعة أرقى المواقع والمعالم الأثريّة والقصور والإقامات الفاخرة. هذا إلى جانب مراقد الشرفاء من الأولياء الصالحين وذلك في تناسق لصور فنّها المعماري العربي الإسلامي الأصيل المتفرّد خصوصا في تجانس لألوانبخضرة الطبيعة الزاهية. وتاريخيا اقترنت المدينة بتسميات مثل جبل سيدي بوسعيد إلى جبلي المرسى والمنار وعرفت أيضا بناظور قرطاج في العهد الحفصي. التأسيس ويعود تأسيس القرية الحالمة إلى القرون الوسطى ووظف جبلها لتأمين المراقبة وليكون حصنا منيعا للدفاع عن مدينة قرطاج الفينيقية خلال القرن السابع ق.م. والفتوحات الإسلامية وما تبعها من حقبات تاريخية. وبأعالي الرّبوة يتواجد مرقد الولي الصالح سيدي أبي سعيد بن خلف الباجي (1156 – 1231) الذي أعطى مقامه العالي لاسم مدينتها الحالية. هذا ويكثر أتباع سيدي بوسعيد من المتدينين الزاهدين أمثال الجبالي – الشعبان – الظريف وبوفارس وغيرهم كثر من الأشراف المتصوفين الذين علا شأنهم لدى متساكني المدينة العامرة وأحوازها. وتبقى هذه المدينة الساحرة على امتداد تاريخها القديم والحديث ذات شهرة سياحية عالمية وكانت ولازالت مزارا ومقصدا متجددا للتجوال والرّاحة والإقامة للاستمتاع بجمالية المواقع وفنّها المعماري العربي الإسلامي الأصيل وأزقتها وحاراتها الضيقة الملساء وبسوق صناعاتها التقليدية الذي يقدم أرقى إبداعات الحرفيين. هذا وكانت المدينة وجهةللفنّانين والمشاهير والرؤساء والملوك الذينآختارو «أعالي» سيدي بوسعيد للاستمتاع بعبق التاريخ والمخزون التراثي الأصيل والمناظر الخلابة وذلك على غرار ياسر عرفات – مايكل جاكسون – بول كلاي – أوغست ماكا وغيرهم كثر ممن يأتونها للسياحة والترفيه خصوصا.