أخذ ينظر للحضور بعمق … وهو يرصد ردود الفعل بدقة. وابتسم وقال بهدوء «ولكن استجدت ظروف للرفيق المناضل احمد حسن البكر والتي أوضحها في خطابه لكي تجعلنا مضطرين للبدء مع أحد المتآمرين من أعضاء القيادة هو محيي عبد الحسين، الجالس بين صفوفكم لأنه هو سكرتير الرفيق احمد حسن البكر، ولأسباب أدبية قدرنا لأنه من غير الجائز ان تكون البداية به بعد الإعلان الرسمي لاستقالة الرفيق احمد حسن البكر والأسباب ادبية وعملية. الادبية معروفة، والعملية حتى لا يقال او يحصل ربط مع الخط التآمري هم الجماعة المختلفين مع الخط الباقي…) واسباب الاختلاف هي استقالة الرفيق احمد حسن البكر ومشينا بالموضوع بما نمتلك من معلومات وما نمتلك من احساس. أيها الرفاق، يؤشر على نفسه مثلما يؤشر الضوء على نفسه ولكن بطريق آخر وبصيغ أخرى. كنا نقرأ في قلوبنا صفحات التآمر قبل حصولنا على المعلومات عنهم ومع ذلك كنا صابرين. كان بعض الرفاق يلومنا على صبرنا رغم طول الزمن، لكن كل قيم الأرض وقيم السماء معكم ومع حزبكم لكي يظهر الحق ويزهق الباطل. وتأكيدا للمنهج الذي يمارسه حزبنا منذ الانتماء له. وأكّد على تطبيقاته الحية بشكل مركز وتفصيلي منذ عدة سنوات من الآن أردنا التأكيد على حقيقة ثابتة ونهائية ان الحق البعثي، لابد ان يعطى له مثل حد السيف، بشكل فاصل كحد السيف، لكي يطلب منه الواجب والتنفيذ بشكل قاطع وفاصل كحد السيف. وتأكيدا للقيم الديمقراطية. نريد ان نطلعكم على جانب من أحد الأشخاص المتهمين بهذه القضية. وهو (يحكي) لكم تفصيلا كيف بدأت عملية الغدر والخيانة لتكوين تنظيم داخل الحزب خارج القيادة من أعضاء داخل القيادة وخارجها انضموا لهم وكيف تم الاتصال بالكادر الحزبي وأساليب استدراج الكادر الحزبي المتقدم، والمبالغ المالية المستلمة من النظام السوري الخائن والعميل والتي نؤكدها الان كما كنا نؤكدها في السابق والرسائل المتبادلة والخطط المشتركة بما في ذلك التدخل عسكريا من جانب سوريا عن طريق الإسقاط المظلي بملابس عراقية. راح تسمعون كل هذا، وأرجو ان تتماسكوا وتتمالكوا أعصابكم وتضبطوا أنفسكم لأن الثوار مطالبين بالتماسك وقت النصر ومطلوب منهم التماسك في حالات مأساوية من هذا النوع لأنهم ثوار ومناضلين. يتفضل محيي (يحكي لكم الأمور التي أوجزتها لكم. وسحب صدام الورقتين من منصة الحديث والتي فيها روؤس أقلام لما كان يود الحديث عنه وطواها بهدوء ونهض محيي عبد الحسين من مقعده وتقدم نحو خشبة المسرح وسط دهشة الحاضرين وذهولهم. اعتلى محيي الخشبة واقترب من صدام وقال صدام للحاضرين :» ان شاء الله نرسل لكم تسجيلاتهم في وقت لاحق حتى تستفيدون من الدروس.» وتوجه لمحيي قائلا (اتفضل هنا محيي) وهو يشير الى منصة الحديث وكانت لحظات فاصلة بين الرجلين. سارع صباح مرزا… (هنا محيي). وهو يشير للمنصة بيده اليمنى وجلس صدام على كرسي امام منضدة خشبية وضعت على المسرح بعد ان رمى الورقتين عليها بقوة وقدم له كأس من الماء نظر صدام الى محيي قائلا له:» ليس شرطا ان تقرأ الكلام الذي في الورقة خذ راحتك بالكلام.» ورد محيي... نعم ثم قال :» ايها الرفاق ما سأقوله الآن بمحض إرادتي دون أي ضغوط او تأثيرات قطعا». ثم استرسل» في سنة 1975 فاتحني المجرم (محمد عايش) عندما كنا في مكتب العمال المركزي معا لكي انضم الى تنظيم سري هدفه الأساسي في البداية بلورة وتكوين رأي حزبي عام يتعاطف مع هذا التنظيم السري وقيادته من خلا التأثير عليه نفسيا وماديا في المرحلة الأولى عبر الاتصالات الفردية التي كنا نقيمها معهم) وكانت علامات الارتباك واضحة عليه، يبلع ريقه باستمرار ويتلعثم بالكلمات وينظر الى سقف القاعة وكأنه يحاول قدر استطاعته تجنب نظرات من كانوا في القاعة..» (يتبع)