بعد ترشيح العديد من الأسماء المحلية لخلافة الفرنسي المعزول "ألان جيراس"، استقر الرأي على تعيين المنذر كبيّر على رأس الإطار الفني للمنتخب في انتظار تحديد مُعاونيه ولوأن المعلومات التي بحوزتنا تفيد أن عادل السليمي ونبيل الكوكي يتصدّران لائحة المَطلوبين. وكانت الجامعة قد فاوضت عدة مدربين نذكر منهم راضي الجعايدي ونبيل معلول وقد اعتذر الجعايدي بكلّ لطف عن قطع تجربته الأنقليزية وتفيد مصادرنا أن الجعايدي فضّل مواصلة مغامرته الناجحة مع شبان "سَاوثامبتون" على القيام بقفزة نحو المجهول ولم تُخف مصادرنا في الوقت نفسه الاختلافات الحاصلة حول المسائل المادية. وبعد أن سقط الجعايدي من الحسابات وجّهت الجامعة بوصلة الاهتمامات نحو معلول الذي اشترط العمل رفقة مساعده "الظاهرة" نادر داود وهوما رفضته الجامعة خاصّة أنها كانت قد عزلت من قبل هذا المدرب "المُتعدّد المواهب" بعد أن تفطّنت إلى أنه دخل المنتخب ليكون "السكرتير الخاص" لمعلول لا من أجل الاضطلاع بمهام فنية بحتة (وما خفي كان أعظم). الغريب أن معلول استغلّ المُكالمة الهاتفية التي وصلته من نائب رئيس الجامعة وهو القاضي المُتميّز عملا وسلوكا واصف جليل ليصنع "بطولات وهمية" ويؤكد عبر "مَاكيناته" الإعلامية بأنه هو من رفض عرض المنتخب لا العَكس وهذا التصرف مردّه تضخم الأنا لدى مهندس فضيحة بلجيكا. وقد خلّفت مُغالطات معلول استياءً عميقا في جامعة الجريء الذي منحه شرف تدريب الفريق في مُناسبتين وهو ما لم يحظ به أيّ مدرب آخر. وبعد "المسرحية" الهزلية لمعلول نظرت الجامعة من جديد في "قائمة المُنتظرين" والتي كنّا قد قلنا إنها تضمّ نبيل معلول وسامي الطرابلسي وراضي الجعايدي والمنذر كبيّر وعمّار السويح وشهاب اللّيلي. وقد وقعت عينها هذه المرّة على مدرب يتمتّع بالأقدمية ومشهود له بالكفاءة العالية والأخلاق الرفيعة. والحديث طبعا عن المنذر كبيّر الذي اشتغل مع "الصّغار" و"الكبار" فضلا عن معرفته الواسعة بالإدارات الفنية و"المناهج" المُتّبعة في التكوين. وقد كانت تجاربه مع الجمعيات ناجحة أحيانا وفاشلة في بعض الأحيان لكن الاتّفاق حاصل حول قدراته التدريبية وحتى الاتصالية وهذا ما أظهره الرجل في تحاليله الفنية عبر التلفزات والاذاعات. وما هو مُؤكد أن المنذر كبيّر يملك "المعدّل" الذي يُخوّل له تدريب المنتخب الذي يعرف جميعنا أن حالة الضياع التي يعيشها ليست ناجمة عن "إفلاس" الفنيين المتعاقبين عليه بقدر ما يعود هذا الفشل إلى "السياسات الفَاسدة" للجامعة التي نُذّكر بأنها راهنت على خدمات 8 مدربين بين 2013 و2019. المنذر كبيّر في سطور من مواليد عام 1970 درّب جربة والقصرين وبنزرت والنجم والنادي الافريقي والمرسى والترجي فائز بكأس تونس مع بنزرت (النسخة الاستثنائية 2013) تمّ اختيار تعيينه يوم 27 أوت 2019 كمدرب للمنتخب الوطني (عقد بثلاثة مواسم).