يشهد التاريخ بأن الجماهير التونسية أظهرت قدرات كبيرة على مستوى العروض الفنية التي تُقدّمها مجموعات الأحباء فوق المدرّجات أوما يُعرف عند عامّة الناس ب"الدخلة". وقد لامست بعض المجموعات سماء الابداع في العديد من المُناسبات وبصفة خاصّة أثناء "دربيات" العاصمة بين الترجي والإفريقي. لكنّنا سجّلنا في الأعوام الأخيرة تراجعا ملحوظا في جمالية هذه "الدخلات" خاصّة في ظل تغييب جمهور أحد الناديين في نطاق سياسة "الويكلو الجزئي". هذا فضلا عن التضييقات التي تجدها بعض المجموعات من قبل الجهات الأمنية ويتذكّر جميعنا حادثة إلغاء لقاء ترجي تونس وترجي فلسطين بسبب مضمون "الدّخلة". وقد جاءت رحلة الترجي إلى آسفي لتُثير الحسرة في نفوس الكثير من الأحباء خاصّة بعد أن قدّمت الجماهير المغربية "دخلات" مُميزة وبحضور جماهيري مكثّف سواء أثناء لقاء الترجي وآسفي أوأيضا على هامش "الدربي" المغربي - العربي بين الرجاء الوداد في الدار البيضاء. ويأمل الكثير من الأحباء أن تُعيد السلطات المعنية النظر في الملف الجماهيري لعلّ ملاعبنا تسترجع رونقها و"دخلاتها" العالمية والتي تُعوّض أحيانا ضعف الأداء المُقدّم في الميدان.