من كان سنّه ست سنوات عام 87 كان يحاول فك رموز الحروف الابجدية الاولى... كان الشعب أيضا يحاول رسم الحروف الاولى للغة كان يطمح اليها ولكنه لم يطلها... لغة الديمقراطية... كبر ذاك الطفل وصار اليوم عمره 23 سنة جيل العهد الجديد في مرحلة العطاء... شجرة الخير تطرح ثمارها... نمت وترعرعت في كنف الوئام والامان والحرية والمناخ التعددي... جيل رقمي وهاجسه الاول هو التألق والتفوق... وان كان يرى أن المناخ الجميل الذي يعيشه امر طبيعي فان الجيل الذي يكبره سنا عاش ما قبل التغيير... حيث كان هاجسه الاول الخوف من الغد... من المستقبل... الخوف على الوطن... الخوف على كل شيء من كل شيء. التغيير أنقذ البلاد والعباد نعم ولكن لا وقت للاسترخاء... من رسم الحروف الاولى الى رسم الجمل الفعلية... الى الانجاز مباشرة... نسق فاق سرعة الصوت المتعطش الى التعبير... تونس التغيير تسابق الزمن. تونس التغيير تحضن كل أولادها... تونس تستعيد نفسها. وعندما يعبّر الشعب لبن علي عن اعترافه بفضله يقول له ردّوا الجميل لتونس... الولاء لهذا الوطن يعني ان نفكر أولا في ما نقدمه له لا في ما قدم هو لنا... الولاء للوطن يعني ان نلتقي من أجله رغم الاختلاف وحق الاختلاف لا يفسد للود قضية... من كان عمره ست سنوات عام 87 تنفس هواء التعددية اسماء عدّة وقوائم عدّة في كل مناسبة انتخابية. يختار الاصلح ويصوت بحرية... ومن عاش ما قبل التغيير يشعر بقدسية هه المناسبات التي تشهد ذروة عودة القرار للشعب... ذروة سيادة الشعب... هذا ما وعد به الرئيس بن علي ذات فجر جميل ثم تواصل البناء في كل المجالات والاتجاهات ثورة هادئة وشملة سياسة واقتصادا ومجتمعا وثقافة... حتى صارت انجازات تونس ونجاحاتها الواجهة الامامية لسياستنا الخارجية... فالمصداقية تبدأ من هنا... خيارات عديدة حسم فيها الرئيس بن علي منذ التغيير مازالت تؤرق دولا عديدة لانها لم تستشف مسار التاريخ واستحقاقات المستقبل... الرجل الذي انقذ البلاد... الرجل الذي حقق كل هذه الانجازات هو نفسه الذي استعجل الاصلاحات القانونية التي تمكن احزاب المعارضة من مزاحمة الحزب الذي يرأسه وتمكن مترشحين من منافسته هو في الرئاسية... انه يبني للمستقبل... بارساء تقاليد راقية من أجلنا ومن أجل ابنائنا.