لقد غابت نكهة رمضان زمان الى الأبد ولم يبق من تلك الاجواء الرمضانية الرائعة التي سادت عقود الخمسينات والستينات من القرن الماضي سوى بعض الذكريات العالقة في الأذهان. هذا ما أكده الشيخ علي العمدوني مضيفا : منذ أكثر من أربعة عقود أصبحنا لا نشعر ببريق شهر الصيام نظرا لغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار الذي حرك الكثيرين من ممارسة العادات الرمضانية القديمة سواء في الاكل والشرب او السهرات. فتلك الاجواء الحميمية التي عاشها جيلي في بطحاء باب سويقة والحلفاوين اندثرت الى الأبد ولم يبق منها سوى بعض الذكريات التي تداعب مشاعرنا وترمينا نحو بحر من الحنين الى تلك الأيام الخوالي التي كانت فيها العلاقات الأسرية والاجتماعية و«الجيرة» مقدسة ولا يمكن المساس بها أما اليوم فإن التفكك الأسري وطغيان المصالح الفردية على روح التكافل الاجتماعي. فقد تصدعت هذه العلاقات وأصبح الجار لا يعلم شيئا عن جاره ولا يراه لمدة طويلة كما ان التحاق المرأة بالعمل غيّر المفاهيم ونمط العيش وصارت السهرات العائلية الرمضانية نادرة وتكاد تكون منعدمة وهو نتيجة طبيعية لما خلفه النظام البائد من دمار لكل المشاعر الانساني الجميلة. وما نتمناه اليوم بعد قيام الثورة هو العودة الى تلك الاجواء الحميمية واعادة الرونق الضائع لشهر الصيام.