هو من الأسواق المسقفة والفسيحة ويقع بين سوق العطارين ونهج القصبة إنه سوق البلاغجية أو البلغاجية فيه يجد الحريف كل أنواع الأحذية المصنوعة من الجلد. تخصص سوق البلاغجية منذ نشأته في صنع البلغة والكنترة وهي أحذية تقليدية وما تزال إلى يومنا هذا تتعاطى تجارة الأحذية إلا أنها أصبحت بالأساس أحذية عصرية إلى جانب محافظة عدد قليل من الحرفين على صنعتهم الأصلية وهي صنع البلغة والكنترة. وسمي بسوق البلاغجية نسبة إلى حرفة صناعة البلغة وهي من الأحذية التقليدية التي كان ينتعلها التونسيون في عهود خلت وكان ينتصب بهذا السوق عشرات الدكاكين المختصة في صنع البلغة والكنترة هذا السوق عرف كغيره من الأسواق عدة تغيرات وتحولات في مستوى نشاطه الأصلي. الوزير كان هنا أفادنا الباحث محمود زبيس أن سوق البلاغجية شهد عدة تحولات عبر الزمن وان ماضيه كان زاهرا جدا باعتباره السوق الوحيد الذي يقصده جميع التونسيين لاقتناء الأحذية قبل ظهور مصانع الأحذية . وبعد انتشار المصانع المخصصة لصنع الأحذية أفل نجمه وأصابه الركود مما اضطر عشرات الحرفيين إلى تحويل أنشطتهم إلى قطاعات أخرى وأصبح السوق مخصصا لبيع الأحذية العصرية والتقليدية المبتكرة . ومن الأشياء التي يحتفظ بها الباحث محمود زبيس عن هذا السوق هو أن الوزير الحالي للثقافة والمحافظة على التراث السيد عزالدين باش شاوش كان حرفيا يصنع البلغة والكنترة بسوق البلاغجية وبالتحديد « صانع» بدكان الراحل الحاج محرز عطية . فقد كان الوزير سنة 1954 تلميذا وكان يعمل خلال العطلة الصيفية بدكان الحاج محرز عطية وبعد ذلك انتقل للعمل خلال العطل الصيفية أيضا للعمل مع الباحث مصطفى زبيس الذي كان مسؤولا عن معهد الآثار آنذاك .