تأتي الدورة الجديدة للأيام التجارية والثقافية بمدينة قصر هلال من ولاية المنستير في ظروف استثنائية جدا باعتبار الوضع العام الذي تعيش فيه البلاد من اعتصامات واحتجاجات وخروج يومي إلى الشوارع وقد كان في الحسبان أن يتم التخلي عن دورة هذه السنة. لكن وفي اللحظات الأخيرة وتحت إلحاح التجار وبعض المواطنين واعتبارا إلى الحركية التجارية الكبيرة التي تحدثها على الجهة كاملة قرر المسؤولون المحليون والجهويون إقامة هذه الأيام حفاظا على استمراريتها وضمانا لمورد رزق الباعة وكذلك دعما لطاقات العائلات المعوزة التي تجد ضالتها في ما يعرض بالأكشاك بأسعار معقولة وتبلغ الأيام التجارية هذه السنة دورتها الثامنة والثلاثين وهو ما يبرز عراقتها وهي تعد من اكبر المعارض التي تقام في الفضاءات المفتوحة ويبلغ عدد الأكشاك فيها حوالي 250 كشكا لعارضين من أصيلي المدينة والجهة ومن عدة ولايات أخرى كما تشهد بعض سهراتها تنشيطا ثقافيا تؤمنه بعض الفرق الموسيقية وتعرف الأيام التجارية بمدينة قصر هلال إقبالا منقطع النظير حيث يفد عليها يوميا آلاف الزائرين القادمين من عدة أنحاء من الجمهورية للتزود بمختلف البضائع التي تعرض بأسعار مناسبة خاصة ان المدينة معروفة بكونها عاصمة للنسيج ومعقلا من معاقل الصناعة والتجارة جهود متظافرة وقد شهدت تركيبة الهيئة المديرة للأيام التجارية تغييرا كليا على مستوى الأسماء وأسندت إدارتها إلى المسؤول الشاب شهير عمارة احد الصناعيين بالجهة ورئيس المكتب المحلي للصناعة والتجارة وقد التزمت الهيئة الجديدة بالتحسين التدريجي للصورة المشوهة للأيام والقطع مع الممارسات البالية التي كانت طوال سنوات محل تذمر من الأهالي الذين طالما منوا أنفسهم بان ترتقي الأيام التجارية بمختلف معاملاتها إلى درجة كبرى من الشفافية والمصداقية تبعد كل الشكوك التي تحوم عادة حول تصرفات أعضاء الهيئة المديرة ومن يقف وراءها من مختلف الأطراف الأخرى على مستوى التصرف المالي وتوزيع الأكشاك كما عبر اغلب الأهالي والجمعيات المدنية عن مساندتهم المطلقة لهذه الأيام ودعوا إلى تظافر الجهود ووضع اليد في اليد من اجل إنجاح الدورة الأولى التي تأتي مباشرة بعد ثورة 14 جانفي خاصة وقد أبدت السلط الأمنية على المستويين المحلي والجهوي استعدادا كبيرا للقيام بواجبها من اجل تامين المعرض وزائريه اعتراض... لكن ؟ وفي ظل كل هذه الحيثيات برز اعتراض وحيد على إقامة الأيام التجارية مصدره جمعية المواطنة والديمقراطية التي تحصلت مؤخرا على تأشيرة عملها وفي لقاء مع الشروق أعرب السيد هاشم محمود رئيس الجمعية أن اعتراضه لا يجب أن يفهم على وجه الخطأ وانه مع إقامة الأيام وليس له اعتراض على الأسماء الواردة بالهيئة المديرة وإنما هو يعترض فقط على تواصل العمل بالسياسة القديمة فيما يتعلق بتعيين الهيئة دون استشارة مختلف مكونات المجتمع المدني بما يعني إصرار السلط المحلية على مواصلة نفس النهج الذي كانت تسير فيه زمن المخلوع وزبانيته وزمن حزبه المنحل وبنفس العقلية القديمة والأسلوب الذي من المفروض أن يكون قد يتغير بعد ثورة الحرية والكرامة كما لم ينف محدثنا تخوفه من الوضع الأمني مشيرا في النهاية إلى انه وبقية أعضاء الجمعية سيساهمون من مواقعهم في إنجاح الأيام التجارية مثلما ساهموا سابقا في إنجاح مناظرة الباكالوريا وبقية المناظرات الوطنية وذلك من باب حرصهم على مصلحة المدينة أولا وأخيرا.