أتعس الحالات التي يمر بها الناس أو المؤسسات أو الأندية لحظات اليأس التي يغيب معها شرف الانسان في الصراع والوقوف ضد التيار مهما بلغت قسوة الزمن وقهر الدهر والعباد وساءت أحوال البلاد. هذه الحالة لمسناها عند أغلب الذين نتحدث إليهم عن «مأوى» البطولة هذا العام رغم أننا في بدايتها ورغم تعثر الكبار فجاءت الأجوبة مخضبة باليأس القاتل خاصة أن الأغلبية اعتبرت أن عثرتي الترجي الرياضي والنجم الساحلي لا يمثلا شيئا وهما عائدان بقوة في زمن كنا ننتظر فيه كلمات أخرى تصب في خانة انتفاضة ضد البقية والقفز على هاتين العثرتين للمرور إلى سرعة أخرى على طريق الأمل والكسب...
الا أننا لم نسجل هذا الكلام حتى أن أحدهم أكد أنه لو تعثر النجم والترجي مرات أخرى فإن الحال سيبقى على ماهو عليه ولن يتغير هرم السلطة الكروية... وهو كلام خطير والا ما معنى لكل هذه الضجة في مختلف الملاعب وما جدوى كل هذه المصاريف وكل هذا الحراك والعراك الأسبوعي أن كان أغلبنا مقتنعا بل متأكدا من أن البطولة لن تفلت من هذين الفريقين...!
النادي الافريقي والنادي الصفاقسي تحدث عنهما البعض كمجرد منافسين لا غير...لنسأل في نهاية المطاف هل يمثل ما قاله المستجوبون القرار الأخير أم أن بعض الأندية ستنتفض فعلا لتغير المصير؟... ثم ألم يحن الوقت بعد لبعض الأندية لتتحرك وتلعب أدوار البطولة أما أنها ستظل تعيش في جلباب الخوف وترضى بالأدوار الثانوية التي لا تغني من جوع ولا تطفئ عطش الجماهير إلى واقع كروي آخر نقضي فيه على الحكم الواحد خاصة أن ايماننا كبير بأننا نملك أكثر من فريق قادر على التكشير على أنيابه متى آمن أن مكانه الطبيعي ليس بين حفر المراتب السفلى.