إلى جانب أنها مدينة المال و الأعمال تعدّ صفاقس عاصمة الزّيتون بامتياز حيث تتوفر على أكثر من 5 ملايين شجرة زيتون وسيحمل موسم الزيتون القادم بشائر كبيرة للفلاحين والصناعيين، فكيف استعد العاملون في القطاع للصابة المقبلة؟.. هذا الرّقم أهّل الجهة لتكون قبلة الصناعيين و المستثمرين و المصدّرين في مجال زيت الزيتون و برغم تراجع الإنتاج في السنوات الأخيرة و ما حفّ هذا القطاع من مشاكل جانبية نتيجة العوامل الطبيعية كالجفاف و بداية شيخوخة العديد من الحقول «المسنة» و عامل التلوّث و نتيجة مرور بلادنا أيضا بفترة انتقالية بعد الثورة ، فإن قطاع زيت الزيتون حافظ على مكانته ومردوديته كرقم مهم في المعادلة الاقتصادية .
و بحسب بعض الفلاحين المجربين و كذلك خبراء فإنّ الظروف المناخية من المنتظر أن تساهم في صابة قياسية لهذا الموسم علاوة على عودة العامل الأمني و استقرار البلاد ، ولأن المهتمين بقطاع المعاصر هم حلقة هامة في هذا القطاع ففقد أفادنا أحمد بن رباح وهو نائب عن شركة «الروسان» المهتمة بتطوير قطاع المعاصر أن الصناعي الأردني خلدون سامي الروسان يستعد لتزويد قطاع المعاصر بصفاقس بآلات من طراز خاص تواكب الثورة التكنولوجية التي تعرفها صفاقس لتعزيز المعاصر التي من المنتظر أن تعرف إقبالا قياسيا هذا الموسم .
أحمد بن رباح أحد إطاراتنا التونسية المهتمة بصيانة المعاصر و متابعتها اعتبر أن هذه الآلات الجديدة تمثل ثورة في عصر الزيت نظرا لفوائدها و نجاعتها و جودة الزيت المستخرج خاصة و أنها تقوم بإزالة النواة قبل عملية العصر و إزالة المرجين على عكس الآلات القديمة و المستعملة حاليا التي تفتت النواة .والجميل أن أياد تونسية صرفة ستتابع هذه الآلات الجديدة التي ستمكن زيت الزيتون التونسي من منافسة الزيوت العالمية لجودتها العالية ونكهتها غير المسبوقة .الصناعي الأردني «الروسان» برغم أنه معتمد لدى ليبيا و الجزائر والمغرب وسوريا إلا أنه راهن على إدخال آلات «عصر» حديثة إلى صفاقس لإيمانه بأن الزيت التونسي لا ينافسه زيت آخر إذا ما توفرت له الظروف المناسبة من رعاية و معاصر عصرية و غيرها.
كما أكد شريكه الشاب التونسي أحمد بن رباح أن قطاع المعاصر عرف في السنوات الأخيرة عديد الدخلاء الذين أثروا على نوعية الزيت الممتازة الذي عرفت به جهة صفاقس مقابل بداية ظهور قطب جديد في كل من القيروان و سيدي بوزيد إلا أن الغيورين من أهل القطاع ساعون إلى النهوض بقطاع زيت الزيتون وتعصيره حتى يظل كعادته الرقم الأول في صادراتنا التونسية .
خبير فلاحي قال ل«الشروق» أن الصابة ستساهم من جديد في التخفيض في أسعار الزيت بما يساعد المستهلك، لكن المطلوب البحث عن أسواق جديدة لترويج الزيت التونسي، والمطلوب كذلك تطوير آليات التعليب لضمان الإقبال على زيوتنا في الأسواق العالمية.