تفيد المراجع التاريخية أن نبتة التبغ دخلت الى تونس سنة 1830 وانتشرت زراعته في الشمال التونسي وفي سنة 1891 أسست ادارة للتبغ باشراف الدولة وفي سنة 1964 أنشئت الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد ذات صبغة صناعية وتجارية تهتم بالقطاع. مكتب قابس(الشروق) وفي سنة 1981 أنشئ مصنع القيروان (M. T. K) لتلبية الحاجيات المتزايدة من السجائر اذ أن السوق التونسية تحصل على نسبة 97% من العلامات التونسية. واعتمدت زراعة التبغ في تونس خلال السنوات الماضية على الفلاحة السقوية وبامكان الهكتار الواحد ان يوفر لصاحبه عائدات انتاجية تقدر بنحو 4 ألاف دينار تونسي والفلاحة البعلية قرابة ال1000 دينار. وتشتهر مناطق الشمال الغربي ونابل بالوطن القبلي بإنتاج التبغ الأسمر و«البورلي» و«الشرقي» لانتاج السجائر. أما مناطق الجنوب غربا قفصة وشرقا قابس فقد اشتهرت بإنتاج التبغ السوفي المعد خصيصا للاستنشاق «النفّة» وفي سيدي بوزيد عودة من جديد لتعاطي زراعة التبغ. وقد حافظ الفلاحون في قابس على زراعة التبغ منذ سنين عديدة. «الشروق» اتصلت بالسيد كمال هادفي رئيس مركز زراعة التبغ بقابس ليحدثنا عن واقع القطاع والتقاليد المتبعة فأكد أن الاقبال على تعاطي زراعة التبغ في تزايد باعتبار بلوغ 397 مزارعا سنة 2012 مقارنة بالسنة الماضية 315 مزارعا وقد بلغ اجمالي كمية المحاصيل للسنة الماضية 87 طنا ومن المؤمل بلوغ أكثر من 100 طن للسنة الحالية في مساحة مخصصة للغرض تقدر ب 64.5 هكتارا موزعة على عديد المناطق هي زريق البرانية كتانة تبلبو شط السلام تمولة سيدي سلام النحال وغنوش. المراحل الأولى لافتتاح الموسم الزراعي تبدأ في فصل الخريف بتوزيع البذور حسب المساحة المخصصة لكل فلاح متحصل على رخصة تعاطي زراعة التبغ ثم يتم اعداد المساحة واحياء التربة وتغذيتها بالسماد العضوي ثم زراعة البذور لتتحول تباعا الى مشاتل يقع تحويلها الى المساحات الشاسعة وتخضع بالتالي لعديد الدوريات الضرورية للمتابعة والاحصاء والارشاد والمراقبة لكل المراحل المضنية بداية من الزراعة حتى بلوغ المرحلة الأخيرة من طرف أعوان مختصين لحين حصد المحصول وعرضه للتجفيف تحت أشعة الشمس. وخلال المدة التي تصل الى حدود 6 أشهر تشهد زراعة التبغ عناية ومتابعة دقيقة ومتواصلة من الفلاح بمساعدة أفراد العائلة في نبش الجذور وتخليصها من الطفيليات والزوائد ويتم تزويد الفلاح من المركز بكميات محددة من الأسمدة والأدوية لمقاومة العديد من الأمراض ويخصم تكاليفها من عائدات المحصول وتؤمن المصلحة عدة حصص لمداوة الأمراض خاصة «الميديو» وبطاقات بشرية مؤقتة ومؤجرة. ويتم استغلال مياه الري المتوفرة بدورات مجدولة. وللحديث عن المراقبة والارشاد أشار السيد جيلاني حمدي المرشد المراقب اوما يعرف لدى عامة المتداخلين في القطاع ب « البرقادي» الى الصعوبات التي يواجهونها خلال كامل الموسم الزراعي من تباعد المناطق والتي تبدأ من غنوش شمالا الى سيدي سلام جنوبا يقابلها نقص في الموارد البشرية المختصة بحيث تعد نسبة التغطية للعون الواحد أكثر من 100 مزارع ولا يزال معلوم المنحة الكيلومترية لم يتغير ولا يفي بالحاجة 18 مليم/كلم طريق معبد و20مليم/الكلم المسلك الفلاحي لا يغطي ربع ثمن البنزين ولازلنا نتنقل على الدراجات النارية وحان الوقت لأن يتم توفير سيارة ادارية للمركز اضافة لتفشي ظاهرة بيع التبغ بالسوق الموازية حيث بلغ سعر الكيلوغرام حسب الصنف الواحد من 10 الى 16 دينارا وتوجيهه الى إحدى البلدان الشقيقة وبعض المناطق الداخلية. والمطلوب من الجهات الأمنية والديوانة المزيد من المراقبة والتشدد وتوخي الردع ازاء مثل هذه المخالفات التي تضر باقتصادنا الوطني.